صالح الشايجي
«كلّي بكلّك ممزوج ومتصل
والنائبات التي تؤذيك تؤذيني»
قد لا يكون الشعر «مفتاح الفرج» ولا يصلح الا لتعليقه على الجدران مكتوبا بماء الذهب، او بدمع العين، ليتعظ قارئه منه، او ينتشي به جذلان طربا!
في عالم السياسة لا شعر ولا شعراء، إلا لزوم الزينة وترطيب الاجواء الساخنة!
دول الخليج العربية لا تأكل فتات الموائد العربية، بل هي التي في كثير من الاحيان، تعد هذه الموائد وتغنيها بما لذ وطاب، حينما يسعى بعض ساسة تلك الدول بحثا عن المساعدة والمؤازرة وتفعيل مبدأ «الأخوة العربية» واستنهاضا للنخوة والتاريخ واحياء لـ «المبادئ القومية» وذلك بعدما تلم ملمة بدولة عربية ما مسفوحة على رقعة الخارطة العربية!
و«لبنان» اكثر الدول العربية تعرضا لتلك الملمات والمصائب والهزات، وليس آخرها حرب العام الماضي، بل ان «حربه الداخلية» القائمة بين زعمائه وسياسييه هي «امضى من الحسام المهند» ومن طائرات اسرائيل وصواريخها وما دكته من بنى تحتية وفوقية وما حصدته من ارواح!
كان للمملكة العربية السعودية دور المبادر والمؤازر، فحملت للبنان الماء والكهرباء والزاد والدواء وسدت النقص في الميزانية اللبنانية، حتى لا يتعثر لبنان او ينكسر عكازه، ومثلها فعل الكثير من الدول العربية وغير العربية، فالناس للناس، ولكن السعودية بما تملك من ثقل سياسي في المنطقة مارست دور المصلح والمقرب بين الاطراف المتصارعة في بلاد الارز، على امور لا تساهم في بناء بلدهم، بل تؤدي الى تقويضه وتقليصه وتفتيته، وعنوانها الابرز قضايا الاغتيالات السياسية، ومعركة «نهر البارد»!
كان نصيب السعودية ومجازاتها على حسن صنيعها، رشقات من اتهامات وتشكيكات وبعثرة للدور الحميد الذي لعبته وبلسمت به جراح لبنان كله لا بعضه، واللبنانيين كلهم لا بعضهم!
ان مثل تلك المحاولات التي تهدف الى تقويض تقارب العرب وتفتيت لُحمتهم، قد لا تجد من يستجيب لها بين الدول الساعية الى الخير والفاعلة له، ولكنها تكشف حقيقة البعض الذين يرفعون شعارات ويمارسون - بالفعل - عكسها!
ان جلبة «التنافس السياسي» يجب ان تلغى، وبالذات اذا ما كان احد الطرفين الذي توهم «المنافسة» «لا خيل عنده يهديها ولا مال»!
ألم أقل ان الشعر ليس «مفتاح الفرج»!