صالح الشايجي
الديموقراطية فعل يصدق القول، وقول يصدقه الفعل! لا مجرد كلمات تلوكها الألسن وتضيع في الهواء، لا تمكث في الارض ولا تنفع الناس، بل تذهب جفاء كما الزبد!
الديموقراطية لا تجعل الناس أجمعين تحت السيف الذي يهدد، صباح مساء وفي كل حين ومكان، بحز رؤوسهم!
إن أفعالنا تكذّب ديموقراطيتنا، وتجعلها مجرد كلام مرسل لا سند له، ولا فعل يصدقها أو يؤكد حقيقة وجودها!
كلما مررنا بمناسبة أو مرت بنا مناسبة، يتأكد لنا عدم وجود الديموقراطية إلا بالقول، أما الفعل فإنه عبودية واستعباد واسترقاق، وسجن كبير يهدد كل من يحاول أن يرفع رأسه أو يطبق تلك الديموقراطية المزعومة التي تلهج بها ألسن القوم ويتزاحم الرابحــــون في سوقها للدفاع عنها و«الموت في سبيـــلها»!
آخر ما علّق جرس الخزي على «ديموقراطيتنا» وفضح كذبها والادعاء بها، ما تشهده ساحتنا الاعلامية والفنية هذه الايام وما يختص منها ببعض المسلسلات التلفزيونية، حيث تطاير «عشاق الديموقراطية» والراقصون في مواكبها كالفراش المسموم لمنع أحد المسلسلات بحجج أو ذرائع قد تصدق، ولكنها لا تصدق حين ديموقراطية وحين حرية! وهذا ما شجع آخرين للمطالبة بمنع مسلسلات اخرى، يرون أنها تفضحهم وتكشف عوراتهم السياسية!
الديموقراطية تسمح للأفاقين والكذابين والمشّائين بنميمة أن يمارسوا جنونهم وجنوحهم، دون أن يقول لهم قائل «لا»! ولكن الذي يقول لهم «لا» أو لا يأكل من خبزهم العفن هو العقل الواعي الذي بنته الديموقراطية الحقيقية، أما الديموقراطية الزائفة والمزيفة - مثلما هي عندنا - فهي تلك التي تخلق مثل هذه العقول الهشة الخائفة لأنها بنت الظلام، ومن ينتمي للظلام عرقا ومحتدا يخشى النور ويموت فيه بكل تأكيد!