صالح الشايجي
«خبز إيراني»، «خبز رقاق»، «خبز خمير»، «خبز حريم»، «خبز لبناني»، «صمون»، «خبز مصري»، «خبز فرنسي»، قائمة طويلة من اسماء الخبز تكاد لا تنتهي، وتفريعات وتنويعات في عالم الخبز الذي توزع على جغرافية كوكب الارض، وأكلته الشعوب كافة ومن الازمنة القديمة، حتى صار شعاراً يرفع ودليلاً على فقر الشعوب أو غناها، وكم من الثورات أسموها ثورة الخبر، لان مطلقيها جياع لا يجدون ثمن رغيف الخبز!
لا اكتب تاريخ الخبز ولا فلسفته ولا طريقة صنعه ولا أهميته الاستراتيجية في زمن «العولمة»، وفي «الحرب الباردة» وفي سياسة «عدم الانحياز» و«الحياد الإيجابي» و«مؤتمر باندونغ»! بل ان جل - أو كل - ما يعنيني في الكتابة عن الخبز، هو الضرر البالغ والظلم الفادح اللذان يصيبان «الخبز الايراني» أو الخباز الايراني في نهار شهر رمضان!
ايام أو سنوات «عاداتنا وتقاليدنا» و«بيوت الطين تئن من صرير الحديد» و«الملح يكاد يشقق جباههم السمراء»، كما يحلو لبعض شعرائنا المحدثين أن يصفوا كويت البحر والملح، في تلك السنوات كان الخباز الايراني هو «المصدر الشرعي والوحيد» لإنتاج الخبز، لذلك كانت الطوابير الواقفة على بابه كحال صاحب الأغنية الـ «واقف على بابكم ولهان ومسيّر»، وبما ان الخباز الايراني العتيد - قبل ايام نجاد والثورة المباركة - هو المصدر الشرعي الوحيد للخبز في كويت ما«قبل الحداثة» فقد كان يشمله القانون الخاص بمنع الافطار العلني في رمضان وتجفيف منابع الاكل والشرب، فكان يمنع من مزاولة عمله وتسويق بضاعته إلا قبل الافطار بساعة!
حينذاك كان لا خبز الا خبز الايراني، اما الآن وقد عمرت الأسواق بأصناف الخبز كلها التي دبجت بها هذه المقالة، وصار الخبز يرص رصاً رصاً على رفوف الجمعيات والاسواق المركزية، فلا اجد مبرراً واحداً لمنع «الخباز الإيراني» من مزاولة عمله في الساعات والأوقات المعتادة في بقية ايام السنة، صباحاً وظهراً ومساءً!
مسكين «الخباز الايراني» فليس له صوت في «انتخاباتنا» لا «البلدية» ولا «النيابية» لذلك تم تجاهله، ولم ينتصر له احد! فأرجو ان نلتفت اليه ونسمح له بمزاولة عمله في نهار رمضان قبل ان يهددنا السيد «نجاد» ويعتبرنا مضطهدين لـ «جالية الخبازين الايرانيين» ويطالب بمعاملة «الخبز الايراني» معاملة بقية انواع الخبز، والا فـ «المفاعل النووي» موجود!