صالح الشايجي
لعله من محاسن نكباتنا وتغييراتنا الوزارية المتكررة، دخول الشيخ «جابر الخالد» الى الوزارة ليحتل بها منصب وزير الداخلية.
نعم لقد كسبت الحكومة بتولي الوزير «الخالد» وزيرا قويا وعسكريا انضباطيا وضميرا حيا وكفاءة هي محل اعتزاز، وقبل ذلك كان الكسب للكويت وللكويتيين حين يمسك بزمام وزارة مناط بها مهام وطنية كبرى، وزير بمثل «جابر الخالد».
لا أسوق الكلام مجردا ولا أدخل أدق أبواب المديح لوزير، فأنا شكاء بكاء متذمر متضجر، ولا أرى ان دوري مدح الوزراء أو تطويق أعناقهم بعقود الفل والياسمين، ولكن ذا الفضل لابد ان يذكره بالخير ذو الضمير.
مصدر اعتزازي بالوزير «الخالد» هو قوته في الحق وجرأته فيما يحصّن عمله الوزاري، ووقوفه ضد التجاوزات والتطاول، من أي مصدر كان، فهو لم يهب أو يخف حين لوّح له بعض المطفأة سراجاتهم في مجلس الأمة والقابعين في بؤرة الظلام، بالاستجواب متذرعين بكشف التجنيس الأخير الذي أثاروا الشكوك حوله، ظانين أنهم - وحدهم - من يملك اشارة الانطلاق الى «الكويتية» وهم وحدهم المانحون والمانعون، وان الوطن وأهله باتوا رهائن في أيديهم يدللون عليهم في سوق «الحراج» لمن يدفع أكثر!
حسنا فعل «الخالد» بتصديه لهؤلاء ولكل من حاول ان يطعن الكويتيين الذين دخلوا المواطنة لا من باب هدر الكرامة ولا من باب التسول، ولكن من باب استحقاق المواطنة التي لا يحق لأحد منعها أو العبث بها، وحسب أهوائه أو مزاجه الخاص.
إن «الخالد» لم يدافع - فقط - عن هؤلاء الكويتيين الشرفاء، بل هو دافع عن قرار سيادي الحكومة هي من يختص بتطبيقه، وليس من حق أحد ان يشاركها فيه، والا صارت الكويت نهبا لكل من في قلبه مرض!
فلابد من تحصين قانون التجنيس من التدخل والتجاذب السياسي أو المصلحي وعبث الأيدي «البطالة» به، إنه قرار سيادي خاص بالحكومة ووزير الداخلية مسؤول عن تطبيقه مهما احتج المحتجون أو من توهموا أنهم يقبضون بأيديهم على مقاليد البلاد.
لذلك كله استحق «جابر الخالد» التحية والشكر لأنه حمانا وحمى بلادنا من أولئك المتطفلين.