صالح الشايجي
غزة، غزة، غزة!
يكاد الناس العرب ينسون همومهم الداخلية الخاصة منها والعامة، صابّين اهتماماتهم وانفعالاتهم وانشغالاتهم على «غزة» وما يحدث فيها من غارات اسرائيلية حصادها قتلى ودمار ورعب وتأجيج للمشاعر!
نعم ان ما حدث في «غزة» وما يحدث وسيحدث فيها جريمة نكراء وبشاعة يرتكبها الانسان ضد نفسه، على اعتبار ان البشر جميعهم هم انسان واحد، وكل جريمة ترتكب بحق انسان ما، هي جريمة يرتكبها الانسان ضد نفسه!
التفاعل مع مجريات الاحداث الدموية التي تجري في «غزة» يجب الا ينسينا ترتيب آليات واسباب تلك المجريات، وهذا الترتيب المنطقي والواقعي للاحداث يؤكد لنا ان ما يجري في «غزة» هو بسبب «حماس» وهو مخطط «حماسي» 100%، ولكنه ينفذ بأياد اسرائيلية، وهو يهيئ الفرصة لـ «باراك» وزير الدفاع الاسرائيلي لاثبات قوته ومكانته على المسرح السياسي الاسرائيلي.
ان «حماس» هي التي بدأت اشعال النيران، من خلال اطلاقها تلك الصواريخ الاستفزازية البدائية التي لا تجرح حتى حمامة صادفتها في انطلاقها، فتسقط هذه الصواريخ محدثة فرقعة فقط! بمعنى انها صواريخ صوتية المقصود من ورائها اشعال الوضع واثارة اسرائيل واستفزازها وحصد التعاطف العربي الذي فقدته «حماس» بعد المجازر التي ارتكبتها ضد «فتح» وضد الفلسطينيين عامة في غزة، واعتمادا على ذاكرات العرب الخوانة والسريعة النسيان، لان العرب سرعان ما سينسون جرائم «حماس» وتسببها في استفزاز اسرائيل واثارتها والقيام بهذا الرد الماحق على «غزة» وسيتذكرون فقط احداث الساعة القائمة وما تعرضه التلفزيونات من مآس ضحاياها أهل «غزة» والفاعل «اسرائيل»!
على العرب - ان كانوا صادقين في عواطفهم وتعاطفهم مع اهل غزة - ان يدينوا «حماس» ويسيّروا المظاهرات ضدها، فقد يساعد هذا على ان تتوقف «حماس» عن جرائمها ضد الفلسطينيين!