صالح الشايجي
«نساء المنكر» هو عنوان رواية الكاتبة السعودية «سمر المقرن» ولا ادري ان كان الاسم حقيقيا ام مستعارا، وفي الحالتين احيي صاحبته على جرأتها في تناول قضية ساخنة أعتقد انها تحتاج الى شجاعة استثنائية من كاتبها، فكيف اذا كانت من قربت من تلك «النار» امرأة؟!
لن ادخل في تفاصيل الرواية، ولكن موضوعها يدور حول هيمنة السلطة الدينية المطلقة وغير المرشدة على المجتمع وبالاخص المرأة في هذا المجتمع الذي تهيمن عليه سلطة دينية تكاد توازي في سطوتها وسلطتها السلطة المدنية الرسمية.
لعل وجودنا هذه الايام تحت غيمة «لجنة الظواهر السلبية» جعل لهذه الرواية طعما آخر ومذاقا مرا ومريرا، فمن جرب واكتوى بنار السلطة الدينية يقدم لنا صنوفا وشروحا واقعية لحال الظلم الذي تتعرض له المرأة تحت السلطة الدينية.
ان ما يخطط له البعض المتسربون تحت جنح «لجنة الظواهر السلبية» سيقود البلاد الى ذلك الواقع المر والمرير الذي تحدثت عنه الكاتبة في «نساء المنكر» تلك الرواية التي اتمنى ان يكون لدى السادة مخططي «لجنة الظواهر السلبية» الوقت لقراءتها، وهي على كل حال لن تأخذ منهم اكثر من ساعة ممتعة من حيث السرد الادبي فيها وممضة ومؤلمة من حيث ما حوت من تفصيلات!
وفي هذه المناسبة ارجو صادقا الا يستمرئ اصحاب تلك اللجنة خداعنا بالحديث الطويل عن نيتهم محاربة المفاسد وعدم التدخل في خصوصيات الناس! فلقد سمعنا كثيرا عن احترام من قبلهم للحريات الخاصة وعدم التدخل في خصوصيات الناس، وانهم مجرد ناصحين لا مسيطرين، ثم حدث ما حدث حتى تبوأوا قمة الهرم، وحشرونا في قبر «خوفو»!