صالح الشايجي
قالت تشاغلت عن محبتنا
قلت بـالـبـكــاء والـحَـــزَنِ
قالت ســــررت الأعــــداء
قلت ذلك شيء لو شئت لم يكنِ
من قصيدة للشاعر «صفي الدين الحلي» والذي يعتبر - كما تقول كتب الأدب - أفضل شعراء «عصر الانحطاط»! والمقصود بـ «الانحطاط» هو انحطاط الشعر بعد حكم العثمانيين وانحدار مستوى الشعر والشعراء، ولم يبرز من شعراء ذلك العصر سوى هذا الشاعر «صفي الدين الحلي»!
أما بيت القصيد فليس هو عصر «الانحطاط» ولا «صفي الدين الحلي» بل ان بيت القصيد هو «أحمد بن حلّي»!
اعتقد «عمرو موسى» أمين جامعته أنه قادر على أن يداوي الشعر بالشعر، وأن يعالج الانقلاب بالشعر، وظن فيما هو ليس آثما به ان مساعده «بن حلّي» ينتمي للشاعر «صفي الدين الحلّي» بصلة الدم والقربى وإن تباعد الزمن وتقادم العهد بين الاثنين «الحلّيين»، وبما أن «موريتانيا» بلد شعراء، وكما يقال هي بلد «المليون شاعر» فلم يجد خيرا من مساعده «بن حلّي» لإرساله إلى «موريتانيا» بعد الانقلاب الذي وقع فيها!
صلّى «بن حلّي» ركعتي استخارة واتصل بوساطة القدرات الخفيّة والأرواح والجان بروح جده «صفي الدين» لإلهامه قصيدة عصماء ينشئها في «موريتانيا» حين يحل بها مبعوثا من سيده «عمرو الجامعة»!
وعلى ما يبدو فإن تمكن الجد «صفي الدين» من النجاة من «عصر الانحطاط»، لم يشفع للحفيد المزعوم الموفد إلى «موريتانيا» فرسخ هناك وغرزت قدماه في وحل الانحطاط الكامل، حيث أنشأ هناك قصيدة عصماء استلهم بحورها من سيده «عمرو» لا من جده «صفي الدين»! وكان قوام قصيدته مدحا للنظام الانقلابي العسكري وذما وقدحا في الحكم الديموقراطي الذي نسفه الانقلابيون!
أما الخلفية أو الاستنتاج الذي استنتجته أنا من تعلق «بن حلّي» بالانقلابيين وقدحه في الحكام الشرعيين، فمرده الى كون الرئيس «بن شيخ»، وهو الذي وقع عليه الانقلاب، على علاقة جيدة وطيبة بالكويت وعمل فيها سنوات طويلة في صندوق التنمية!
لذلك فهو في نظر «أمين جامعته» غير مرغوب فيه، وغير شرعي رغم ان «الموريتانيين» هم الذين انتخبوه!
هذا امتحان جديد سقط فيه «عمرو موسى» مجددا ويضاف إلى سقوطه السابق في كل قضية يحشر أنفه فيها!