صالح الشايجي
صدر مؤخرا تقرير أميركي يشيد بالتسامح والحريات الدينية في الكويت.
ولنا مع هذا التقرير وقفة أو ربما وقفات تنسفه نسفا كاملا وتجعله مشوبا بكثير من علامات الاستفهام وتدمغه إما بالجهل أو المجاملة.
وكما يبدو فإن كاتب التقرير، كتبه إما بمجاملة فجة ضارة، أو بجهل فاضح، لذلك جاء التقرير خلوا من الحقيقة ومناقضا لواقع الحال في الكويت وذلك لما سيأتي ذكره تباعا في الأسطر التالية.
ربما لا يعلم كاتب التقرير أن التضييق والتشدد والقمع، يعاني منه حتى أبناء الطائفة الدينية الواحدة، وهم هنا المسلمون «السنّة»، حيث ثمة تمييز بين السنّة أنفسهم وفوارق تنمّ عن عدم المساواة وتسلط فريق منهم على فريق آخر! ذلك أن الأفضلية في الكويت للسنّي المنتمي لـ «حزب ديني» ولمن له مظهر ديني، أما من لم يمتط الإسلام، ولم يتخذه سلما ليصيب شيئا من بهارج الدنيا والتمتع بنعيم الحياة، فإنه يأتي في الدرجة الثانية، ومعظم الأبواب موصدة أمامه! وبينما ينجو الملتحي أو المنتمي لحزب أو جماعة دينية من توقيع العقوبات الإدارية والوظيفية عليه، رغم وضوح مخالفاته الإدارية، نجد أن الفرع الآخر غير المنتمي لجماعة يلهب سوط الحكومة ظهره وتمنع عنه الترقيات رغم جديته والتزامه!
وربما لا يعلم كاتب التقرير أن الأفضلية في المجتمع الكويتي الذي امتدحه للمرأة المحجبة حتى وإن كان حجابها حجابا انتهازيا، بينما تعاني السافرة ما تعانيه، مع العلم بأن هناك جهات لا توظف إلا المحجبات، حتى وإن قلت كفاءة إحداهن عن زميلتها السافرة.
وأيضا لا يعلم كاتب التقرير أن كثيرا من المؤسسات الحكومية تحمل جدرانها ملصقات صريحة تدعو إلى مقاطعة النصارى وعدم تهنئتهم بأعيادهم وعدم الأكل من أكلهم.
ونسأل كاتب التقرير: أين المسيحيون الكويتيون وأيضا أصحاب الملل والأديان الأخرى مثل «البهائيين» من الوظائف القيادية في البلاد، إن في الحكومة أو في القطاع الخاص؟ أين الوزير الكويتي المسيحي أو وكيل الوزارة أو رئيس مجلس إدارة شركة أو... أو... إلخ؟!
ألا يعلم كاتب التقرير أنه ممنوع في الكويت الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح، وأنه في ذلك اليوم يمنع كل ما يدل على الاحتفال، بل كل المظاهر الاعتيادية الموجودة يوميا في صالات الفنادق، مثل عزف «البيانو»؟!
ولعلم كاتب التقرير، فلقد منع تلفزيون الكويت في رمضان الماضي عرض حلقة من أحد البرامج اليومية، لأنها أتت على ذكر الكنيسة الكويتية وأجرت لقاء مع القس الكويتي!