صالح الشايجي
مازالت حمامات الربيع تهدل وتطير، تصفق بأجنحتها، تفر بحثا عن ماء وكلأ، ثم تؤوب إلى أعشاشها تنشد الأمان.
ومازالت مياه البحر المالحة زرقاء، تعلو موجة وتدس ملحها تحت اخرى!
ومازالت الأسماك تسبح بلا عينين تشرب الملح الأجاج فلا تعطش.
ومازال غبار الأرض البعيدة يحتل مسامات اجسادنا ويخفض مستوى رؤيتنا الى حد اصطدام الكف اليمنى بأختها اليسرى.
مازالت الطبيعة تنشط في عملها المعتاد الدؤوب، لا تنظر إلينا ولا تنتظر تعاليمنا.
وحدنا ـ نحن ـ المضطربون! استجواب أول، استجواب ثان، ثالث، رابع!
أزمة، صبي معتوه يعلو سور مدرسة أنثوية!
استجواب، وكأن من اعتلى السور هو الذي سيُستجوب حتى يحسب حسابا وألف حساب قبل ان يكررها ثانية!
الاستجواب ينهى عن اعتلاء اسوار مدارس البنات وهتك الأعراض والتلصص والتجسس على الحواس الأنثوية الست!
حوائط خربة وسقف مشقوق وارض ذات خروق، كانت يوما ما دار عبادة لمن اراد توحيد الله وشكره والسجود له حمدا.
استجواب لأن الخراب بات اثرا ومكانا مقدسا لا تطوله طائلة الاصلاح.
أحل ذلك المصلح الى النيابة، وإلا فإن مقصلة الاستجواب هي الحل!
يقول المثل: «داو درى وداو ما درى»! آسف «دار» لا «داو»!
استجواب ان مرت «داو» واستجواب ان لم تمر!
المرور ممنوع ام مسموح؟! وقفت «داو» تنتظر اتفاق الحكماء والفقهاء! تمر أم لا تمر؟!
تساوت الحالان المرور والتوقف، النتيجة واحدة، استجواب!
العربة تحمحم مثل حصان مرتعب حرون لا يتحرك، تئز وتزنّ العربة، يصهل الحصان، فعل واحد، الوقوف!
استقالت الحكومة، ألسنة الكويتيين تحب الهذر والتنبؤ والتوقع، والسياسة لعبة الكويتيين كلهم، حتى اطفال الرياض يتكلمون بالسياسة، يعرفون معنى الاستجواب والاستقالة وبند ما يستجد من اعمال، قبل ان يحفظوا «وطني الكويت سلمت للمجد»!
رحم الله «عوض دوخي» كان يقول «سطر الدستور كفاحنا، مجلس الأمة املنا»! فضاع الكفاح وتبدد الأمل!
و«العمل ايه العمل؟» تقول ام كلثوم!
تقول نانسي عجرم «اذا انت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت واي الناس تصفو مشاربه؟»
بينما يقول الشاعر العربي القديم «طار في الهوا شاشي وانت ماتدراشي»!
بانوراما، تراجيديا، كوميديا، دراما!
والعرض مازال مستمرا! وعلى المقيمين خارجها مراعاة فروق التوقيت!