ما كان ذاك الدمع دمعك وحدك..يا أبي «صُباح»..
لقد ذرفت عيناك دموعنا كلنا..
ذرفتا دموع الكويت..
فجيعتك بأبنائك شهداء الغدر والغلّ والحقد الأسود والجهل الأعمى في مسجد الإمام الصادق..
هي فجيعتنا جميعا..
فجيعة الناس كلهم.. ليس في بلادنا فقط.. بل في أقاصي الأرض..
القاطنين رؤوس الجبال.. والزارعين السهول..
كانت دموعك يا أبي أبيّة بإبائك وإباء الكويت..
إباء الأب الأبيّ المفجوع بأبنائه..
كنت أول الباكين.. وأشجع الباكين..
كانت دموع الشجعان والنبلاء والفرسان الذين اطّرحوا الخوف جانبا.. أو أنهم لم يعرفوه قط..
سرت الى حيث الموتُ حصد الأرواح.. والنارُ سعيرٌ تأكل الأجساد.. والناس في هلع.. والقلوب واجفة راجفة ملتاعة.. فلم تهب.. ولم يتعثر خطوك.. ولم تقصر قدماك عن بلوغ ما سعيت إليه.. ليلامس قلبك أرواح الذين قتلهم الغدر..
والغدر ذو أرواح عدة لا يموت.. فإن ماتت له روح نبتت له أرواح بأجنحة يطير بها..فلم يهززك ذلك الغدر..ولم يُثْنِكَ عما انتويت.. وكنت أقوى منه.. غلبته وانتصرت عليه وهزمته..
ما كفاك ـ يا أبي ـ أن تكون أباً لنا.. للكويتيّين.. ولكن أبيتَ إلاّ أن تكون أبا شجاعا..
الأبوّة الشجاعة فيك..طبع لا تطبّع.. وفطرة وغريزة.. وسجيّة من سجايا نبيلة كثيرة فيك..
ما سبقك أحد من القادة والحكام وحتى من هم دونهم.. الى تفقد مكان انفجر قبل قليل وتطايرت فيه الأجساد وطارت من أرضه الأرواح..
تلك رسالة يا أبي هزت أقرانك ومثلاءك ونظراءك.. فطارت إليك أبصارهم.. ورنوا إليك بأسماعهم.. ورأوا فيك مثلا يتمنون احتذاءه.. وجعلوك قدوة وأنت القدوة منذ عرفتك السياسة.. وقد شهد لك بذلك شهود عدول منذ قديم..
يا أبي لست أكتب هذا إلّا ممتنّاً.. وفخوارا بك.. بأبي.. بأميري..
بحاكمي..
بصباح الأحمد..
بك أباهي وأتباهى..
توّجت بدمعك.. رؤوسنا.. وعطّرت أرواحنا.. وخفّفت مصابنا بأهلنا الذين فجعنا بهم..
لقد سما بك الحكم.. يا صاحب السموّ..
[email protected]