من السخف جدا أن يدافع أحد عن قناة الجزيرة بحجة أنها منبر إعلامي حر، وأنها منصة للإعلام المنفتح المتحرر المدافع عن قضايا الشعوب، وما إلى ذلك من سخافات لا يصدقها حتى من يطلقها.
إن الجزيرة، وعلى عكس ما ذهب إليه أولئك المطنطنون المأجورون القابضون أجورهم مقابل ما يتفوهون به من تفاهات وسخافات في تمجيد الجزيرة والدفاع عنها، هي إعلام سطحي بدائي متخلف وتماثل المراحل الأولى من العمل الإعلامي في الدول الشمولية الديكتاتورية والذي انتهى ولم يبق له من شبيه سوى قناة الجزيرة وإعلام كوريا الشمالية.
في الخمسينيات المصرية وفي مرحلة حكم جمال عبدالناصر أنشئت إذاعة صوت العرب في القاهرة محاكاة للسائد من إذاعات الدول الشيوعية، وكانت منبرا لتكريس التخلف والجهل وإثارة الفتن وزعزعة البلدان الآمنة وبث الأكاذيب والخطاب المتدني المليء بالسفسطة والبذاءة.
ويسبق ذاك ويليه كيل المديح للزعيم بين كل كذبة وفرية واختراع القصص الخيالية الأسطورية لتخليد شخصه العظيم.
ولقد ساهمت إذاعة صوت العرب مع الأسف في تشكيل الذهنية العربية آنذاك وحشتها بتلك الأفكار السطحية والتي ما زلنا نعاني منها حتى الآن وهي التي حددت المسارات الخطأ للشخصيات العربية حكاما أو أفرادا محكومين.
ومنذ انطلاقة قناة الجزيرة كان واضحا أنها قناة تضليلية تافهة تبث التفاهة وتشيعها وتعتمد الخرافة على انها حقيقة، وبذلك هي تمثل الإعلام الساقط التافه، ولقد جيء بمن انقطعت بهم السبل والكاسبين قوتهم من المخابرات الغربية من عربان التيه والضلال ومن عديمي الأخلاق والضمائر ليكونوا عماد تلك القناة التي عف الكثيرون عن العمل فيها حينما عرفوها من الداخل وعرفوا توجهاتها والسبيل التي تسير عليها، فتركوها غير آسفين حفاظا على قيمهم وأصالتهم وأخلاقهم وحتى لا يصيبهم عار اشتغالهم فيها.
كان لي أصدقاء من العاملين في الإعلام ينتمون لعدة دول عربية وكنت أرى أحد الأشخاص يرافقهم أو بالأحرى يحاول التقرب منهم ولم يكن محل ترحيب منهم لسفاهته وثقل دمه، هذا الشخص بتلك الصفات المتدنية صار مديرا للجزيرة! وحين عرفت ذلك لم أستغرب لأنه، وعلى رأي إخواننا اللبنانيين، «هيك قناة بدها هيك مدير».
[email protected]