[email protected]
إلى متى الصمت؟ وكم نحمل من قدرة على السكوت والصبر والمسامحة؟
إلى متى سنبقى مغلقين أفواهنا رابطين ألسنتنا، مختبئين خلف أسوار المجاملة من أجل الحفاظ على مشاعر السادة المسؤولين الحكوميين في هذا البلد وعدم إقلاق راحتهم وتكدير خواطرهم!!
لقد بلغنا مبلغا لا يطاق من الصبر والمجاملة والتسامح، لا يمكن الإطالة فيه والبقاء عنده.
سراق ومجرمون وقتلة ومتآمرون وخونة ولصوص، يتمكنون وبمنتهى السهولة من التخلص من عقوباتهم القانونية إما بالهروب خارج البلاد أو بالتلاعب بالقانون للإفلات من العقوبة القانونية.
تكررت تلك القصص كثيرا وكثيرا، فمنذ كارثة سوق المناخ أوائل الثمانينيات وحتى اختفاء بعض أفراد خلية العبدلي قبل يومين، ونحن نعيش أحداثا حية وقصصا حقيقية وواقعية ليست في حاجة إلى مؤلف ولا منتج ولا مخرج ولا ممثلين، فالقصة حقيقة وبطلها حقيقي من لحم ودم وجواز كويتي يمتطيه في رحلة اللاعودة.
الهاربون بسبب سوق المناخ ثم أبطال الاستثمارات والناقلات ثم التأمينات، وقبل أن ينتهي الفيلم يبدأ عرض الثاني على شاشة الحياة الكويتية.
لم نكن بكل تأكيد راضين عن كل ذاك الذي جرى ولا بكل تلك السرقات التي نهبت أموالنا، وكنا نجتر آلامنا وأحزاننا على مضض، لكن أن يصل الأمر إلى هروب ضالعين في التآمر على بلادنا مخططين لحرقها وهلاك أهلها، فذلك أمر فوق طاقة أي حليم، وحتى لو بعث «أيوب» حيا لما كانت له طاقة ولا صبر عليه.
هل يعقل أن يتمكن متهمون في قضية خطيرة تمس أمن البلاد من التواري عن الأنظار بمثل هذه السهولة، وبمثل ردة الفعل الباردة من قبل الجهة المسؤولة وهي وزارة الداخلية؟
هل كانوا يتجولون في حديقة عامة بلا أبواب ولا أسوار ولا ناطور عليها ولا حارس، حتى يخرجوا منها بعدما ملوا التنزه والتسكع في نواحيها الخضراء.
ولقد بلغ استغرابي مداه وأنا أقرأ أن سعادة رئيس مجلس الأمة يدعو البرلمان العربي إلى الانعقاد لشأن يخص مدينة القدس، في الوقت الذي تضج فيه الكويت بأخبار هؤلاء المتوارين، وكان أولى بسعادته دعوة برلمانه إلى الانعقاد لمناقشة هذه القضية الخطيرة ومحاسبة المتسبب فيها، لا أن يحلق بعيدا في شأن لا ناقة لنا فيه ولا جمل.