مهزلة جديدة من مهازل أيامنا هذه، شهدت أحداثها الحزينة مدينة غزة الفلسطينية «الحماسية».
مجموعة بريئة طاهرة نقية بيضاء القلوب من صغار غزة بنات وأولادا، يظهرون في شريط مصور ومعد بشكل احترافي يمجدون المدعو «قاسم سليماني» أحد قادة الحرس الثوري الإيراني والعابث الأول في أمن بعض البلاد العربية كالعراق وسوريا ولبنان واليمن، والمسؤول عن كل العمليات الإرهابية التي تنفذها إيران في الخارج.
هذه الزمرة الطاهرة من صغار غزة الأبرياء تم تلقينهم الكلام والأناشيد التي مجدوا فيها سليماني وكادوا أن يوصلوه درجة التقديس، من قبل قادة حركة حماس الإسلامية بغرض كسب مادي رخيص، ولم يكترث من قام بمثل هذه الفعلة الشنيعة بمدى التدمير النفسي والايذاء الروحي الذي ألحقه بهؤلاء الأطفال وتدمير مستقبلهم ورسم صورة غائمة مشوشة أمام عيونهم تؤدي إلى تخبطهم في دروب حياتهم المستقبلية.
ولسوف يفكر هؤلاء الأطفال بعدما يشبون ويكبرون لماذا فعلوا ما فعلوا أو لماذا طلب منهم أن يكونوا ألسنة مأجورة تمجد في إنسان لا تربطهم به أي رابطة ولا تقربه منهم أي وشيجة ولا يقفون معه على أرضية واحدة.
ثم من هو «سليماني» هذا الذي يتم سوقهم سوق النعاج من أجله، يمأمئون في حظيرته شاكرين حامدين؟
استغلال الأطفال بمثل هذه الصورة البشعة واللا إنسانية جريمة، واسترخاص لهم وعبث في قيمهم الإنسانية، تستدعي تحرك المنظمات الإنسانية الخاصة بحقوق الطفل وحمايته.
إن تدمير نفسية الطفل واستغلاله بأي صورة من الصور هي جريمة توازي جريمة قتله وترويعه، وعلى المنظمات الساعية لحماية الأطفال من أخطار الحروب أن تسعى أيضا للحفاظ عليهم من استغلالهم وتحويلهم إلى أبواق رخيصة في سوق السياسة العفن، وطعما لصيد مال نجس يحل زقوما ونارا مؤججة في بطون من استغل هؤلاء الأطفال وحولهم إلى ببغاوات يرددون ما أملي عليهم دون فهم لمعانيه ومدلولاته ولا من هو هذا الصنم الذي يمجدونه.
إن للإجرام مهما بلغ من سوء حدودا، لكن أن يصل إلى التضحية ببراءة أطفال أبرياء فهذا تجاوز مخل لكل المعاني الإنسانية لا تقدم عليه إلا حماس وأتباعها.
[email protected]