«خلال تعاطيك المخدرات كل هذه السنوات، كيف لم تمت من جرعة زائدة؟
مررت خلال فترة الضياع تلك، بأيام كثيرة لا أجد فيها ثمن الأكل لأنني أنفق كل دولار على المخدرات، وكنت أتعمد تناول جرعة زائدة كي أغيب عن الحياة وأن أصل إلى الغيبة الكبرى الموت. ولكنني وأنا في تلك الغيبوبة أسمع صوتا يناديني ويعيدني إلى الحياة من جديد، إنه صوت البيانو»!!
هذا ما قاله الأميركي «دونالد غولد» في لقاء معه بعد تعافيه من إدمان المخدرات.
كان «غولد» جنديا في الجيش الأميركي، وزوجا وأبا لابن، فلما أخذ يتعاطى المخدرات بدأت حياته بالانهيار، تم تسريحه من الخدمة العسكرية، وأخذت زوجته الابن وتركت البيت.
انهارت حياته تماما وأضحى مشردا في الشوارع بعدما فقد بيته ولم يعد له من أحد في الحياة.
كان «غولد» عازفا ماهرا على آلة البيانو، ولما كانت بلدية مدينته قد وضعت آلات بيانو في بعض المواقع ليعزف عليها العامة وهواة البيانو، فقد كان «غولد» يعزف على هذه الآلة أمام المارة الذين انبهروا بطريقة عزفه الماهر جدا.
وفي إحدى المرات وبينما كان هو مستغرقا في العزف مرت سيدة وبهرها عزفه وصورته وبثته على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، مع الإشارة إلى سوء حالته ودعوتها متابعيها إلى التبرع لمعالجته من الإدمان وتحسين ظروفه الصحية والمعيشية، فكان ما طلبت وتم التبرع له بمبلغ أربعين ألف دولار، أنفق نصفها على علاجه وتخليصه من الإدمان.
عاد «غولد» إلى حياته الطبيعية، وصارت له صديقة، وبدأ يحترف العزف على البيانو وأصدر ألبوما موسيقيا خاصا به وجد رواجا كبيرا عند هواة الموسيقى واشتهر وسعت إليه القنوات التلفزيونية كأحد النجوم والشخصيات المشهورة، وسمح له القاضي برؤية ابنه بعدما كان قد حرمه من رؤيته لكونه يمثل نموذجا سيئا فترة إدمانه.
وهكذا تغيرت حياة «دونالد غولد» من الانهيار والحطام والظلام، إلى نموذج إنساني ناجح وموسيقي باهر، بسبب مصادفة ساقت تلك المرأة في طريقه لتصوره وتنشر صوره على حساباتها فيحظى بتعاطف الناس معه والتكفل بمعالجته.
لو كان «غولد» يائسا لما عاد إلى الحياة من جديد وبصورة أجمل من التي كان عليها.
فلا تيأس.
[email protected]