«جورج هربرت ووكر بوش» هذا الأميركي بطل ليس لأنه حرر بلادنا وأعادنا إليها بعد سبعة شهور عجاف سقيمة، لكنه بطل لأن أفعاله كانت أفعال الأبطال، وقبل أن نعرفه ويعرفنا.
هو البطل الشاب الذي أسقطت طائرته العسكرية وبقي حيا يصارع الأمواج من أجل الحياة حتى قالت له الحياة مرحى مرحى، مثلك من يستحق الحياة يا بطل.
وهو البطل الذي ولج عالم التجارة شابا صغيرا وأصاب منها ثروة كبيرة وشكل في شبابه أعمدة اقتصادية شامخة.
وهو البطل الذي خاض المعترك الديموقراطي، فاستطاع الفوز بالمقعد البرلماني.
وهو البطل الذي ناداه منصب مندوب بلاده في الأمم المتحدة، فكان نعم الملبي.
وهو البطل الذي أخذ على عاتقه تصفية الأجواء الأميركية- الصينية كسفير لبلاده في بكين بعد قطيعة وتوتر.
وهو البطل الذي قاد أكبر مؤسسة استخبارية في العالم «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية».
وهو البطل الذي بقي نائبا لرئيس بلاده لمدة 8 سنوات.
وأخيرا، إنه البطل لا لأنه احتل الكرسي الأهم في العالم وهو منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، فلقد سبقه إلى ذلك الكرسي أربعون رئيسا ولكن أيا منهم على الأقل من كانوا رؤساء بوجود الاتحاد السوفييتي لم يفعل ما فعله «جورج بوش» الذي أسقط المعسكر الشرقي الشيوعي وفتت الاتحاد السوفييتي الخصم الأكبر للولايات المتحدة والقوة العظمى الأخرى في العالم وأنهى الحرب الباردة بين بلاده والاتحاد السوفييتي.
ثم هو البطل في عيوننا الكويتية، لأنه هو من حرر بلادنا وطوَّق أعناقنا بجميل لا يفكه الدهر ولا تتجاوزه أزماننا الكويتية وإن طالت وطالت.
أكاد أسمع طنينا ينبعث من هنا وهناك يستهزئ بالسطور الفائتة التي مجدت بها الرئيس بوش، وكلاما عن أن السياسة لا تصاغ بالعواطف ولا تكتب بلغة «سوق عكاظ»، وأن بوش لم تحركه عاطفته ولا مشاعره الرقيقة ولا ذوبانه بالكويت والكويتيين، لكن حرّكته مصالح بلاده وليس حب الكويت.
نحن لسنا بصدد التحقيق في جريمة نحاول معرفة مرتكبها والأسباب التي أدت به إلى ارتكابها، لكننا في صدد تقييم حقيقة حدثت على الأرض بغض النظر عن أسباب حدوثها.
البطل «جورج بوش» لولاك ما كنت هنا لأكتب هذه الصفحة الوداعية لحياتك الحافلة بالبطولة.
فشكرا لك.
[email protected]