السياسة الأمنية المتطورة هي ما تجعل من حوادث كل العالم مادة للبحث والابتكار، فمثلا منذ عشرات السنين كان المسافرون يركبون الطائرات بكل ثقة وأمان وبكل بساطة، أما اليوم وبعد الحوادث العالمية لاختطاف وتفجير الطائرات، وجب على كل المطارات اخذ الحيطة والحذر من كل المسافرين الذين يمرون على عدة نقاط تفتيشية منها الالكتروني ومنها اليدوي، كذلك تم منع بعض الأجهزة والسوائل من دخول الطائرات، هذه الاجراءات لله الحمد والشكر تفرضها المنظمات الدولية، ولو اتكلنا على دولنا (العالم الثالث) لأصبح الإجرام يسرح ويمرح.. لكن الله يسبب الأسباب، ويسخر بعض خلقه لمنفعه كل الخلق، ورغم كل هذه الاحتياطات والحذر والتقنية العلمية، التي حدت من حركة نقل الأسلحة والمتفجرات، ظهرت لنا أسلحة قاتله لم تكن بالحسبان تعيش معنا وهي متوفرة بكثرة وأمام اعيننا إنها المركبات او السيارات التي تشاركنا وتزاحمنا في الشوارع والجسور والانفاق، هذه الوسيلة التي نعتبرها نعمة من الله سخرها لنا لتنفعنا، استغلها المجرمون الاشرار كسلاح قاتل، تفوق القنابل والبنادق الرشاشة، حيث تحصد العشرات من الابرياء الغافلين والمطمئنين، فأدخلوها في الصراعات السياسية، لكسب معنوي فقط، حتى يقال «نحن هنا».
كان النظام المروري العالمي يكتفي بوضع العلامات والخطوط الملونة على الاسفلت في الشوارع لتفصل بين الاتجاهات، ثم وضعت الأرصفة اعتقادا انها تمنع تخطيها، إن الحوادث والجرائم الآن وجدت من قوة السيارات وضعف الحواجز وسيلة لقتل البشر، حتى وان أحسنا النوايا، فهناك العديد من الحوادث كالسيارات التي تقتحم المحلات والمطاعم إما بسوء قيادة او بلهو الأطفال، أو تعمد.
لذلك فعصرنا الحالي يتوجب علينا وضع ذلك في الحسبان عند تخطيط الشوارع والبدء بوضع حماية لأرصفة المشاة إما بزراعة الأشجار ذات الجذوع القوية، أو وضع حواجز حديدية قصيرة تفصل بين مسار السيارات وممرات المشاة.
إن القتل المتعمد بواسطة السيارات أصبح ظاهره عالمية وسهلة لا تحتاج لأموال ولا خطط ولا منظمات فربما يكون عملا فرديا، لذلك نقرع اجراس الخطر منها ونطالب بدراسة هذا الموضوع بداية في الأسواق والأماكن المزدحمة، وبوسائل مبسطة كأحواض الزرع الاسمنتية الجاهزة والمتنقلة، وبالإمكان مشاركة الجمعيات التعاونية والمؤسسات التجارية، واحيانا تفرض عليها حفاظا على زبائنها ومراجعيها فلابد من مساهمة الجميع بذلك، إن الاحتياط واجب، والوقاية خير من العقاب.
حفظ الله الكويت وساكنيها من كل شر.
[email protected]