إنه نور وضياء، واختيار وانتقاء، وفن وغناء، وتقدم ونماء، وجمع ولقاء، وتجارة وشراء، وصحبة أصدقاء.
٭ أما النور والضياء فهما تسليط الضوء العالمي على تجمع 8 دول في مهرجان تنافسي متخصص بكرة القدم ينبثق منه تقييم دولي لمستوى هذه اللعبة في تلك المنطقة من العالم، واختبار لمستوى الإدارة والتحكيم لشعوب هذه الدول.
٭ أما الاختيار والانتقاء فتحرص كل دولة على اختيار من يمثلها من إداريين وحكام ولاعبين ومدربين وطاقم طبي.. الخ. ومن خلال هذا الاختيار تعرف المواهب والهمم، ويظهر الإبداع.
٭ الفن والغناء عطر كل الدورات، تنتهي أيام الدورة لكن أسماعنا تطرب وألسنتنا تردد تلك الأغاني التي لا تنسى، بل وتصبح أناشيد وطنية لكل دول الخليج وناقوسا للذكرى نتيجة إبداع المؤلف والملحن والمطرب والفرق الموسيقية والشعبية المختلفه، انها أعراس تتكرر.
٭ إن أبرز وأكثر فائدة جنتها دول دورة الخليج هي «التقدم والنماء» حيث وعت حكومات تلك الدول أن الشباب والرياضة هما دستور لكل اعمال الحكومة بمختلف وزاراتها، فهبت لإقامة اكبر وأفخم الملاعب ورصدت اكبر ميزانيات، وجلبت اشهر المدربين والاجهزة التابعة، نتج عن ذلك كسب المراكز الاولى عالميا وقاريا، فبعد بضع سنوات من اقامة دورات الخليج تأهلت بعض دول الخليج لكأس العالم بجهد شبابها، وهنا لا أنسى كلمة الوزير الأسبق راشد عبدالعزيز الراشد حين قال: ان وصول الكويت لكأس العالم عام 1982 في اسبانيا، جعل كل شعوب (وليس الحكومات) تنطق باسم الكويت، وتبحث عن موقعها في الخريطة، وتتعرف عليها، هذا الانجاز عجزت عنه كل سفاراتنا.
٭ ان مجرد تجمع الرياضيين والاداريين في بلد واحد ومكان واحد وملعب واحد وفندق واحد هو بحد ذاته مكسب لاظهار الود والمحبة والكرم والتعارف وتبادل المعلومات، عدا زحف الجماهير من بلد الى بلد وتجمعهم بملعب واحد وتنافسهم مع الجماهير الاخرى بقوة التصفيق وعلو الصيحات، وابداع العبارات والنغمات.
٭ ان لدورات الخليج فضلا على التجارة والاسواق، فالاستعداد لها يأخذ وقتا وجهدا وتكاليف، انه ربيع الموسم، ينشط التجار بتقديم ما لديهم من أفكار وابداعات لعرضها على الدولة المنظمة وكسب المناقصات ليظهر التميز في مهرجانات الافتتاح للدورة بين الدول، عدا جماهير المشجعين الذين يشعلون الاقتصاد من وسائل نقل وفنادق وحركة شراء في الاسواق.
كذلك هي مجال واسع للتعاقد الاحترافي لللاعبين والمدربين للأنديه.
٭ إن أغلى ثمرة لدورات الخليج هي التعارف والصداقة والرفقة الصالحة، فحين اطلق فكرتها سمو الأمير خالد الفيصل سعى لتنفيذها ورعايتها نخبة من أبناء الأسر الحاكمة مثل سمو الأمير فيصل بن فهد والشهيد الشيخ فهد الأحمد، رحمهما الله، والشيخ عيسى بن راشد، حفظه الله، وزملاؤهم الكرام، كما ان المداعبات المتبادلة بينهم (ويراها الجمهور الرياضي) تنم على عمق المحبة والألفة والروح الرياضية بينهم ينعكس ذلك على الشباب الرياضي عامة.
٭ إن منظومة دورة الخليج ولدت لتبقى وتكبر، وتؤدي دورها لتغسل قلوب وعيون وآذان شعوبنا من افرازات السياسة، ونكد الأحداث، وضغوط الحياة، انه موسم ربيعنا الخليجي الذي يفوح حبا وودا وابداعا.
خليجنا واحد.. وشعبنا واحد.
أنا الخليجي وأفتخر بأني خليجي.
[email protected]