كلنا نقول: «سامحونا على القصور» نورتوا بلدكم، وطابت الفرحة بكم، وان كنا نجحنا، فالفضل بعد «الله» لكم، الدورة ما كانت كرة وكاس، الدورة فرحة، شفناها بعيون الناس، رغم تسابق الاحداث ما بين اقامة الدورة في قطر بدل الكويت (الموقوفة رياضيا من الفيفا) واحتمال اعتذار نصف الدول عن المشاركة لاسباب سياسية معروفة، وربما تؤجل أو تلغى الدورة، فيسجل التاريخ حدثا لا نود ان يتذكره أحفادنا.
ان استمرار دورة كأس الخليج حسب الزمان والمكان دليل طمأنينة واستقرار لأوطاننا، انها نعمة من رب كريم، الذي سبحانه أغدق على خليجنا الكثير من فضله، منها رفع الايقاف الرياضي عن الكويت، في وقت شديد الحساسية، لتكون «كأس الخليج» في كويت الخير واصلاح ذات البين ليكتمل دورها، لتجمع ما فرقته السياسة، وترمم ما تصدع، ان هذا الانفراج «رفع الايقاف» كان قبلة الحياة للدورة وبلسما لجروح السياسة، ولان النوايا طيبة، كطيبة أهل الخليج فقد جعل الله بركته في أيام معدودات متبقية على الموعد المحدد لبداية الدورة، فأمر سمو أمير الحكمة، وعمل ابناء الكويت ليل نهار كل في مجاله، يسابقون الزمن، ولان الكويت بقائدها وحكومتها وشعبها لهم مآرب أخرى خيرة غير كرة وكأس وميداليات.
ان مجرد اجتماع الدول وتلاقي الشعوب بمكان وزمان واحد وبروح رياضية سمحة، يزيل صدأ السياسة، لتظهر معادن الشعوب.
ان اصرار قائدنا المفدى سمو الأمير على اقامة دورة كأس الخليج في موعدها ومكانها المحددين رغم كل المعوقات وقلة الاستعداد، لهو دليل ثقة من سمو الأمير بأبنائه شباب الكويت وبامكاناتهم وخبرتهم، فقبلوا التحدي سمعا وطاعة فكانت الدورة (على عجالتها) وبعفويتها وبساطتها وحسن نوايا كل المشاركين فيها، ناجحة بكل المقاييس، ونالت كل اهدافها، فأشاد بها القاصي والداني، كانت مميزة بسرعة التحضير ودقة التخطيط، والتنفيذ، وخلق جو ومناخ أبعدنا عن مشاكل الواقع، انها لم تكن رياضة كما نعرفها، بل هي رياضة الديبلوماسيين، لأبو الديبلوماسية أبونا صباح، حيث جعل الرياضة تخدم السياسة، لقد ابتكر سمو الامير نظرية جديدة عنوانها «الرياضة تصلح ما تفسده السياسة» لقد ألغت النظرية التي تقول «ما يعجز عنه السياسي، يحال للعسكري»، فكل الشكر والثناء لأمير الانسانية، وكل الشكر والتقدير لقادة دول وشعوب الخليج الذين ساهموا معنا بهذا المهرجان العفوي السريع النابع من قلوب مخلصة لأوطانها محبة لشعوبها.
ان كأس الخليج علامة بارزة في تاريخنا الخليجي، اعادت لنا حنين الأخوة، وشوق اللقاء، وفرصة التعبير عما تكنه قلوبنا من محبة وود، كلنا فائزون اذا كان الفوز شعورا واحساسا، وكلنا فائزون اذا كان الفوز نجاحا في التخطيط والتنظيم، وكلنا فائزون اذا كان الفوز شهادة عالمية بالاعجاب بمنظومة «دورة كأس الخليج» التي حافظت على صفائها ونقائها، بفضل من الله اولا واخيرا، حين جعل الدورة تقام في الكويت دار أمير الانسانية، ووسيط السلام، وقدر سبحانه أن تكون كأس الخليج «لأبناء قابوس» عمان الخير والاعتدال، قدر الله وما شاء حدث فكانت نتائجه قسمة ربانية، ليكون بردا وسلاما على النفوس، والكل فائز.
٭ لمن يهمه الامر: يا شباب الكويت، ان لكم وطنا وقيادات ضربوا المثل الاعلى في الحكمة والموعظة الحسنة، فلكي لا ننسى، في عام 1980 واجهت الكويت تحديا بين السياسة والرياضة، وتحملت ضغوطا من دول عظمى وهناك دول كبرى انحازت للجانب السياسي فقاطعت «أولمبياد موسكو» لكن أمير القلوب الشيخ جابر، رحمه الله، بحكمته وعدله، تحدى السياسة وكلف ابناءه الرياضيين باختيار القرار، فكان قرار شباب الكويت المشاركة بالاولمبياد، فبارك سموه اختيارهم.
وذهل العالم بسياسة الكويت الشفافة، وذهل بالمستوى الرياضي ومكانة الشباب والرياضة عند القيادة الكويتية (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
شكرا من القلب لكل من شاركنا وساهم معنا بنجاح الدورة، وكل من تابع أفراح الكويت والخليج الرياضية من خلال وسائل الاعلام أو بالحضور، «وسامحونا على القصور».
[email protected]