كل شعب الكويت كفوني الكلام بالترحيب بكم، فقد فاضت قريحة الكتاب والأدباء بنظم الشعر والنثر وكل فنون اللغة والموسيقى والغناء، تعبيرا ومشاركة بفرحة قدومكم، كيف لا نفرح، والعزيز ابن العزيز حفيد عبدالعزيز بيننا، ريحة جذورنا العميقة من أخوال وأعمام، وكل ذي صلة رحم يقرب لنا.
لقد أصبحت قلوبنا خضراء بلون علم المملكة، فبعزم وروح الشباب نتسابق لنقول لسموكم: حللت أهلا ووطئت سهلا بين أهلك وذويك، الدار دارك والبيت بيتك، تمنينا لو نصافحكم فردا فردا، ورجونا تشريفكم لنا في بيوتنا المتواضعة، ولو بفنجان قهوة، رجونا ذلك لا لنبين حبنا وغلاتكم ومكانة المملكة وشعبها في قلوبنا فقط، فهذا معروف ومحسوس يشعر به كل كويتي وسعودي، «والقلوب عند بعضها» كما يقولون.. لكن وددنا أن نرسل رسالة إلى الحاسدين والحاقدين وأعداء دول الخليج عامة، والسعودية والكويت خاصة، أن ما يربط دولنا الخليجية ليست السياسة ودهاليزها أو الاقتصاد ومعادنه، ولا الاتفاقيات الشكلية التي نرضي بها النظام العالمي، إن نوعية الروابط التي تربطنا ليس لها مثيل، ولا تقاس بالمقاييس الدنيوية، انه فضل الله علينا ونعمته
فإن كان القلب يضخ دم الحياة لكل أطراف الجسم، فمن أرض الحرمين الشريفين ومن الكعبة المشرفة يضخ الحب والود وأخلاق النبوة، ودستور البشرية قرآنا عربيا من رب رحيم في قوله: «إنما المؤمنون إخوة».. هذا ما يجري في عروقنا، وما نبت في أجسادنا، هذا مخبرنا، أما ظاهرنا فهو للاستهلاك العالمي، نبدي لهم ما يحبون، وما يشفي غليلهم، وهذا ما يجعلهم يحيكون علينا القصص الوهمية، والأكاذيب المفبركة، التي تفضح ما في قلوبهم من حقد، وما في نواياهم من سوء.
ما دام منهجنا قول الحق سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) صدق الله العظيم، وما دمنا على هذا النهج سائرون فلا يخيفنا شيء، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
ولي عهد المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظكم الله مع كل الشكر والامتنان بأن جعلتم الكويت أول دولة خليجية تزورونها بعد توليكم لهذا المنصب وهذا تقدير نحفظه لكم، فإني استأذن سموكم بأن أحمل لكم كلمات سمعتها من كل أهل الكويت وكان يقولها آباؤنا للضيف العزيز: «زيارتكم هذه مو محسوبة».
[email protected]