أكتب مقالي هذا وأنا في غاية الخجل، كأني انتقد أمي، وألوم أبي من جانب آخر (ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا) هذا المقال تلبية لطلب صديق عزيز، وزميل دراسة من أسرة كريمة، خدمت الكويت بكل إخلاص وأمانة، وتصديقا لقولي، فقد أطلق اسم والده على أحد الشوارع.
صديقي هذا طبيعة عمله متنقلا بين الدول، وكانت آخر محطاته دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتحديد «الشارقة» دار الكرم والطيب، قريبة من القلب والعين، يقول هذا الصديق: لن أتكلم عن دولة الإمارات «ولن اشره عليها» فعذرهم مقبول، وخيرهم سابق، أقول ذلك ليس تزلفا، ولكن هذا هو الواقع، فالإمارات كلها دولة فزعة ونخوة عند الملمات، فلو لم تكن الكويت بفضل من الله غنية وخيرها فائض لكانت الإمارات هي السند والعضيد، وهم «سيف مجرب»
يقول صاحبي: نحن ككويتيين الذين شاء الله أن نكون متواجدين في الإمارات (كطلاب علم وعمل وغيرهم) نخجل أن نطلب من دولة الإمارات أن تساوينا بمواطنيها خصوصا في العلاج، ونحن من دولة فاض خيرها على العالم، لكن يعز علي أن أنتقد وطني، وكما يقول الشاعر:
بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة
وقومي وإن شحوا عليَّ كرام
حكومة بلادي ترى بعين وتغمض أخرى، ففي معظم دول العالم تتكفل حكومة الكويت بعلاج طلبة الكويت، ولها مكتب صحي إلا في دولة الإمارات (كما يقول صديقي) فقد نسيت أبناءها وما أنساها إلا الشيطان، ويكمل قائلا: تكبدنا من مصاريف العلاج والمستشفيات الكثير، ونحن أبناء كويت الخير والعطاء، والتي تكفلت بعلاج الملايين داخل وخارج الكويت وهذا فخر نعتز به، ونجني منه الأجر والثواب من الله، وحتى يكتمل الثواب هناك شرط رباني يقول «الأقربون أولى بالمعروف».
فنرجو من الله أولا ثم من حكومتنا الرشيدة، ومن نواب مجلس الأمة الكرام أن ينصفوا أبناء الكويت من طلاب علم وعمل في دولة الإمارات برعايتهم صحيا وبمجانية العلاج، فالمواطنون سواسية في صفحات الدستور، لكن نرى الواقع مختلفا.
حقنا بالرعاية الصحية برقبة الحكومة ممثلة بسمو رئيس الوزراء، وكذلك وزير الصحة، ووزير التربية ووزير التعليم العالي، فهل يجد نداؤنا هذا آذانا صاغية، وقلبا رحيما، وعدالة في الرعاية الصحية؟!
هذا ما أفضى به صديقي العزيز، ولو لم أكن أعرف خصاله الطيبة وسمو أخلاقه لما تجرأت على كتابة هذا المقال «المخجل» مع الاعتذار لوطني الكويت، وتحية وتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة الكريمة.
[email protected]