بينما تشتكي بقية دول العالم من البرد والثلج والأعاصير والفيضانات وغياب الشمس والدفء، تمتاز أجواء الكويت هذه الأيام ومع بدء العام الجديد بالشمس المشرقة والطقس الجميل وارتفاع أسعار البترول ـ عصب حياتنا ـ الى أعلى أسعاره، ومع كل تلك المعطيات الموجبة تجد بعض الناس غاضبة وكأنها تعيش في دول المجاعات والحروب... وصدق إيليا أبوماضي حين قال: كن جميلا تر الوجود جميلا.
علينا ان نتساءل ونحن على عتبة عام جديد لا عما نطلبه من وطن معطاء ندر ان نجد مثل كرمه وعطاياه في العالم أجمع بل عما نستطيع ان نقدمه له مقابل ذلك السخاء الشديد، وآخره إقرار حقوق المرأة في السكن والحياة الكريمة، ان أولى خطوات رد الجميل هي بتقليل جرعة السياسة والغضب في حياتنا اليومية مقابل زيادة جرعة الاحتراف والمهنية والتفاؤل، فبهذه الوصفة الناجحة خلقت الكويت وبقيت قائمة لمئات السنين فلم نلعبها سياسة الا خسرنا ولم نلعبها مهنية الا وكسبنا، فلماذا نترك ما نجيده إلى ما لا نتقنه؟!
ما الذي سيحدث في 5 يناير وما بعده؟! لا شيء عدا انتهاء أزمة لتبدأ خيوط أزمة جديدة تلوح في الأفق مما يحوجنا الى وقفة مع النفس لنسألها: هل تستحق منا الكويت كل ذلك؟! ضمن تلك الوقفة المستحقة على الحكومة والمعارضة التقاط الأنفاس لا استعدادا لجولة جديدة من الخلاف والنزاع الذي ملّه الناس بل لهجمة جديدة من التعاون الذي لا غنى لمركب الكويت عنه كي يسير سريعا الى الأمام.
يمكن لمن يريد تشويه سمعة الكويت ان يدعي عليها بما يشاء عدا تهم قلة الحريات وقمع الآراء وتحولنا الى دولة بوليسية (تمت تجربة مفهوم الدولة البوليسية الحقيقية بالكويت في الفترة ما بين بداية أغسطس 1990 ونهاية فبراير 1991)، للمعلومة، الكويت أكثر دول العالم التي يتعدى فيها مواطنوها ومقيموها على رجال الشرطة دون خوف او وجل، ويتم فيها غزو المخافر والسيطرة عليها من قبل الخارجين على القانون مع كل «خناقة» تحدث بين الصغار.
حضرت قبل ايام قليلة محاضرة قيّمة في مركز عبدالعزيز البابطين استمرت ليومين قام بإعدادها وإلقائها المهندس المبدع عبدالرحمن الشمري تطرّق خلالها لقضايا البناء والكهرباء والتكييف وكل ما يتعلق ببناء المنازل وصيانتها، وقد اعتقدت ان الحضور سيتجاوز الآلاف او المئات على الأقل من الشباب الذي يفترض ان تهمهم مثل تلك الأمور بأكثر من أهمية تواجدهم في أماكن أخرى، وقد صدمت عندما وجدت ان عدد الحضور لا يتناسب مع أهمية الحدث، وتلك الظاهرة السالبة المتفشية عندنا هي أحد أسباب تخلفنا وتقدم الجيران الذين يتصرف شبابهم ورجالهم ونساؤهم بايجابية شديدة لتطوير ذواتهم وقدراتهم.
آخر محطة:
يتحدثون خلال 54 أسبوعا في العام عن تسامح ديننا العظيم ولكن ما ان يحل اسبوع اعياد الميلاد ورأس السنة حتى يحذرونا من تهنئة اخواننا في الانسانية بأعيادهم.. وشلون تصير هالمعادلة؟ لا ندري.
[email protected]