جسر الشيخ جابر الأحمد، الذي يعد رابع أطول جسر بحري في العالم يضاف إلى رصيد خطة التنمية في الكويت لربطه مدينة الكويت والصبية واختصاره للوقت لكي يصبح أقل من 30 دقيقة.
ولكون هذا الجسر أصبح أحد معالم الكويت فمن الطبيعي أن يقوم الناس بزيارته والتصوير عليه لجمال المنظر.
هذا الجسر رغم أنه استغرق 6 سنوات لاستكماله فإنه خلال أيام أظهر لنا ظواهر سلبية تحتاج لدراسة وعلاج للقضاء عليها.
وبسبب سهولة التصوير وسرعة نشر الخبر، يقوم بعض المواطنين بتصوير الوافدين من باب الوطنية والحرص على الكويت وهم في الحقيقة يسيئون للكويت بهذه التصرفات العنصرية، فأحد المواطنين يشتكي من الوافدين الذين يلتقطون الصور التذكارية على الجسر وأنهم ظاهرة سلبية كأن هذا الأمر لا يحدث في أي بلد في العالم عندما نسافر ونصور عند أشياء أبسط من الجسر بكثير
. فلماذا الاستغراب من أمور طبيعية خصوصا إذا قام بها وافدون؟ وآخرون يقومون بتصوير الوافد وهو يرتكب خطأ وإذا قام المواطن بنفس الخطأ لا يتجرأون حتى على النصح!
العنصرية في الكويت بازدياد وذلك بسبب الحملة غير العادلة على الوافدين التي حصدت مبتغاها.
كما تساهم الحسابات الإخبارية في نشر العنصرية بشكل مقيت، فهي دائما تضع الخبر ضمن تصنيف إما مواطن أو وافد لكي تستفز شعور المتابعين، وكما نعلم أن الأخبار الاستفزازية تثير القارئ وتزيد من المتابعين أيضا، فأصبح هناك نوع من التكاتف نحو كراهية الوافدين.
ومن جانب آخر هناك آخرون يلقون بالأوساخ في البحر مع تصويرهم لهذا المشهد المخزي فأمر غريب أن يسعى الإنسان لتدمير بيئته رغم كل التعليم الذي يتلقاه المواطن منذ الصغر عن أهمية النظافة في الإسلام وأثر الأوساخ المدمرة للبيئة والقوانين البيئية الأخيرة التي من شأنها الحد من هذه الممارسات.
يظل الكثير لا يلقون أي اهتمام للبيئة، وأرى يوميا عند إشارات المرور الكثير الذين يلقون بقمامتهم في الشارع الأمر الذي يبين أن هناك دورا مفقودا للوالدين في تربية أولادهما على النظافة وحماية البيئة ولكن الجميع يلوم الحكومة فقط لأنهم اعتادوا على ذلك.
لدينا ظواهر تحتاج إلى معالجة جدية، معالجة تستهدف خلق ثقافة التسامح مع الآخر وثقافة الحفاظ على البيئة.
احترموا الآخر، احترموا بيئتكم واحترموا أنفسكم لأن عيب اللي قاعد يصير.
Twitter: SaqerG