بين فترة وأخرى قد تشعر بالإحباط، باستعجال رؤية النتائج، قد ترى شغب طفلك وتقول أين ثمرة جهدي؟ قد يطول بك التساؤل، وقد تود تغيير أولوياتك، مهلا، فالتربية شيء تراكمي يظهر مع الأيام، إذا كنت قد غرست الخير، فستجنيه بمواقف تدهشك، سيقول صغيرك أمورا تضحكك، سيقلدك، يأخذ ردات فعلك، سيفضل هندامك، إذا أحبك بالفعل، سيفكر كيف يسعدك.
جرعات من الأمل مهمة لتعظم الصبر فينا، سنرى ونسمع من ردود أفعال لا تسر، فليس كل ما سيقوله الأطفال ممتعا ومضحكا، بعضه يحتاج لوقفة وتفكير وتفسير. بعضه يحتاج لتغافل تام. فخلال العملية التربوية أنت تحتاج لأمرين، تحتاج لرؤية واضحة تراها في أبنائك حينما يكبرون حتى تتحرك وفق إطارها، وفي ذات الوقت تحتاج لدقائق عدة وساعات طوال تقضيها مع طفلك، عليك أن تتخلى جزئيا عن الشاشة الفضية، عن الكتاب الذي تحب، عن نزهة مع أصدقائك، عن ما تحب أن تفعله، عليك أن تستمتع مع طفلك بما يحب هو ويستهويه، عليك أن تكتشف ذلك بنفسك، دون انتظار من أحد، عليك أن تريه سعادتك معه، وصدقني سترى أنه مختلف.
أنا أقدر كل أم تخلت عن وظيفتها من أجل بناء طفلها، أجلت طموحها من أجل إنبات الخير، حددت مسؤوليتها، وأولوياتها، أنا أقدر ذلك كله، ففكرة «ربة البيت» تحتاج لغربلة بعدما نهشها المجتمع المادي، أيها العالم المادي فرقوا تماما بين «ربة البيت» الكسولة، التقليدية، و«الأخرى» المثقفة، صاحبة الرؤية، ذات البناء. فرقوا تماما بكل قواكم، فرقوا فثقافتكم مؤثرة، فرقوا أرجوكم ولا تشكلوا ضغطا أكبر.
في زيارة طبية أولى، سألني الطبيب عن تاريخ مرضي، تاريخ عائلتي في المرض، آخر المشاكل التي أعاني منها في المعدة، وأسئلة أخرى لا تحضرني، وفي نهاية أسئلته، سأل سؤالا ضخما يتصل بعنوان اليوم: هل تعملين؟ قلت لا، فكتب عنده home manager.
أطفالنا غرس اليوم، وحصاد المستقبل، وبقدر ما تهتم بهم، بقدر ما سترى. الصفقة مربحة لاسيما إن كانت تحقيقا للخلافة على الأرض. تذكر أنك تبني في فراغ وأنت أولى بالملء من الشاشات الفضية التي تقدمها بأغلى الأثمان كهدية لطفلك.
[email protected]
Twitter @shaika_a