لا شك أن هناك الكثير من العثرات التي اعتلت تجربة التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا، ولكن الحقيقة تكمن في ان التعليم عن بعد ليس بالسيئ وإنما أراه قد حقق نجاحا في مواصلة التعليم ضمن جهود المعلمين والمعلمات، وهي تجربة ثرية لنهضة التعليم في الكويت من حيث دمجه مع التعليم المباشر والذي يكون داخل الحرم المدرسي.
أن التعليم لابد أن يأخذ حقه من حيث عدد الساعات الأسبوعية وتنوع اكتساب المعلومات بالأنشطة المختلفة النظرية منها والميدانية، كما أنه من المهم اليوم دمج التعليم الإلكتروني مع التعليم المباشر داخل الحرم المدرسي لما له من أهمية كبيره في مواكبة متطلبات العصر ونهضته.
وفي الوضع الحالي اليوم لابد من وزارة التربية إعادة النظر في رجوع الطلبة للمدارس بوضع جديد متزامن مع التعليم عن بعد، من خلال الإستراتيجيات الحديثة التي تؤمن صحة الطلبة، كما أن التعليم عن بعد فرصة في حل مشاكل منها:
٭ الحقيبة المدرسية والتي طالما أضرت بأجيال بسبب وزنها الثقيل في حمل 6 - 10 كيلوات، من تلك الأضرار: آلام في الأكتاف والعمود الفقري والأعصاب الممتدة للرقبة واليدين.
٭ تمديد عدد الساعات الدراسية بمقارنتها مع الدول المتقدمة، نجدها تفوق مما عليه في الكويت (راجع مقال عدد أيام السنة الدراسية)، فالتعليم عن بعد يؤمن للطالب ساعات دراسية أكثر في اليوم الواحد، وعدد أيام في السنة تزيد على 165 يوما مما يرفع من مخرجات التعليم بشكل أكبر.
٭ حل مشكلة الكثافة الطلابية داخل الفصل، فالفصل الواحد أصبح يتشكل من 25 - 37 طالبا وهذا ما يقلل من إنتاجية التعليم، فالتعليم عن بعد قد يحل تلك المشكلة بوضع خطط تنظم عملية حضور الطالب ما بين المدرسة والتعليم الإلكتروني عن بعد.
٭ إمكانية الطالب من مزاولة أكثر من نشاط إلزامي كمادة تعليمية وهو في منزله لتعزيز عملية التعليم من خلال العمل بالمعلومة بدلا من حفظها في الذاكرة المؤقتة ومن ثم نسيانها، راجع مقال (الأنشطة التعليمية).
٭ التعليم عن بعد يعزز مهارات البحث العلمي لدى الطالب.
٭ التعليم عن بعد يحل مشكلة التعليم المعتمد على الأداء النظري، حيث يجعله أكثر فعالية ويقضي على الملل والضجر الذي يعتلي الطالب.
٭ التعليم عن بعد يفتح آفاق على المعلم في تعلم مهارات جديدة في توصيل المعلومة وذلك يرجع للذكاء الاصطناعي الذي تؤمنه التكنولوجيا والأجهزة الذكية.
٭ التعليم عن بعد يوطد العلاقة بين الطالب والمعلم بالتفاعل والتواصل غير المقيد.
حيث رجوع الطلبة للمدارس لا يجب أن يكون كما سابق عهده، وإنما باستراتيجيات تؤمن صحة الطالب البدنية والنفسية، لما لحضوره للمدرسة الأثر الأكبر في تعزيز:
- النشاط البدني.
- التفاعل الاجتماعي.
- التواصل الطبيعي بدلا من الافتراضي الذي يكون خلف الشاشة.
- اكتساب خبرات بشكل أكبر.
family_sciences@