لا شك أن الزمن يتغير تبعا للمتغيرات العصرية، والإنسان هو الإنسان بصفاته وطباعه، وما يحدث باختلاف الأجيال هو تفاعل الفرد مع متغيرات عصره من تكنولوجيا وتقدم علمي وغيره، فدائما التفاعل البشري سلاح ذو حدين، إما أن يكون تفاعلا سلبيا أو إيجابيا، وذلك يتبلور حسب التنشئة الاجتماعية والنفسية للفرد والخلفية الثقافية له، ولكي يتمكن المجتمع من حفظ قيمه من الاندثار أو التبديل فلابد من الإسراع في تعديل المهارات التربوية والتعليمية سواء كانت داخل الأسرة أو المدرسة لتتلاءم مع المتغيرات الجديدة التي غيرت احتياجات الفرد وبلورت مظاهر سلوكية جديدة، وذلك لأجل تخطي التغيرات الجديدة لعصره دون عقبات أو موبقات.
واليوم من المظاهر السلوكية لأبنائنا هو هزالة الأسلوب الحواري والتعبيري لديهم، ففي السابق كانت الأجيال تقرأ، أما اليوم فكل شيء يقدم بشكل بصري مسموع من خلال الأجهزة الحديثة مما خلق ظاهرة التعالم وهي تلقي المعلومة جاهزة دون التفكير إن كانت صحيحة أم خطأ، وهذا التفاعل المصطنع مع الأجهزة له انعكاسات سلبية واحدة منها اندثار مخارج الكلمات التي لها تعبير وصدد قوي في المحادثة.
وعليه يجب على وزارة التربية اتخاذ الخطوات الجريئة في معالجة خلل تربوي لربما فقد السيطرة عليه من الناحية الأسرية عند البعض، فمن الأمور المهمة والواجب اتخاذها كمهارات تربوية جديده فرض مادة (محادثة) لجميع المراحل الدراسية باللغتين العربية والإنجليزية كمادة إلزامية أساسية تتم بها مناقشة أحدث القضايا مما يتيح للطالب أو الطالبة استفراغ كل ما يختلج في أنفسهم من وجهات نظر أو رأي وهذا لكي ينعكس بالنفع على بناء شخصية الطالب وذلك من خلال الآتي:
- إصلاح مخارج الكلمات بطريقة صحيحه تمتلك قوة في التعبير.
- تعزيز الثقة بالنفس.
- تحريك الفكر الإبداعي لدى الطالب.
- تعزيز الثقافة.
وبذلك تتزامن المنفعة مع أهداف وزارة التربية، فلابد من مهارات واتجاهات يتخذها المعلمون في تدريس تلك المادة أو غيرها فترفع من مستواهم المهني، وهذا من خلال تعاون الملاحق الثقافية في البحث عن الدورات المناسبة (دبلومة) ما بعد البكالوريوس في زيادة خبرة ومهارة المعلم في أدائه التعليمي والتربوي، ولا شك أنها خطوه تعزز وترفع من المستوى التعليمي في الكويت ومخرجات التعليم.
فعلى الملاحق الثقافية عمل تقارير بكل ما يستجد من تخصصات تخدم التنمية بشتى مجالاتها وإرسال التقارير للجهات المستفيدة بعد اعتمادها أكاديميا، وواحدة منها وزارة التربية، ويتم من خلال إبرام اتفاقيات في التحصيل التعليمي لدى المعلمين في الكويت بصرف النظر عن نسبهم فالكل ملزم بتلك الدورات لكي نحقق الأهداف التعليمية والتربوية المنشودة.
family_sciences@