لا تكتمل سعادتنا إلا بصلاح فلذات أكبادنا، فالصلاح هو نتاج تنشئة صحية سليمة، ولضمان صلاحهم لابد من المراقبة الإيجابية باستمرار إلى سن يؤهل إعطاء كل منهم مفتاح الحياة لخوض تجارب الحياة الاجتماعية بأمان تفاديا للكثير من الأخطاء والمشاكل.
ولا أقول مراقبة الأبناء، لعله مصطلح له آثاره السلبية، وإنما المتابعة سواء عن قرب أو بعد، ومن شروط المتابعة أن تكون ايجابية، بمعنى أن تكون هادفة لا تمس الصحة النفسية سواء للطفل أو المراهق بسوء، أي بعيدا عن الشكوك وإثارة مشاعر سلبية تقود لانحدار ثقة الأبناء بأنفسهم.
لعل الكثير من الآباء والأمهات لديهم ثقة كبيرة بأبنائهم، وعليه تركهم مخالطة العالم الخارجي دون متابعة حجة بالثقة والتربية الحسنة، ولكن في الواقع لا ثقة تعطى للأبناء إلا بعد انتهاء المرحلة الجامعية، ولعل الكثير من القراء يعارضونني ولكن.. نعيش في زمن ينفتح به العالم بضغطة زر بثانية، حيث إن أبناءنا من هم في سن التنشئة والرعاية بعيدون عن النضج الكامل والفهم الكامل للحياة والعقيدة، فإن اثمر الوالدان بذرة التنشئة السليمة، فلا يستميتون المتابعة الإيجابية، فإن الثقة تسقط لحظة احتكاك الأبناء بالعالم الخارجي، فإن فضول الأبناء بجميع مراحلهم التربوية (من الصغر حتى سن الانتهاء من الدراسة) مستمر مادامت الأمور متاحة بأيديهم ميسره بشكل سهل، وعليه يجب على الآباء والأمهات المتابعة بالطرق الآتية:
٭ الإشباع العاطفي أولا وتعزيز الثقة بالمدح والشكر والثناء.
٭ التواصل المستمر باليوم عن طريق المسجات المتبادلة تعبيرا بالحب أو الدعاء أو رسائل ثقافة ودين أو السؤال بطريقة غير مباشرة بعيدة عن عرضة الشك.
٭ الخوض بمشاكلهم وهمومهم وهذا أهم ما يكون.
٭ التذكير بعواقب السلوكيات المحرمة أو النظرة المحرمة أو الفضول المحرم على الدوام.
٭ بيان انعكاس السلوك المحرم أو الخطأ وضرره على النفس.
٭ تعزيز الوازع الديني لدى الأبناء من خلال متابعة صلواتهم والذكر... إلخ.
٭ تحريك فطرة الحياء والستر في نفوس الأبناء.
٭ ضبط الانفعالات مع الأبناء وخاصة للمراهقين لما لها مخاطر نفسية متفاقمة للجيل الحالي.
٭ حل مشكلة أوقات الفراغ لديهم وهي النقطة الأهم، من خلال تشجيعهم على الخوض في اهتمامات جديدة وحب استكشاف واستطلاع، مثال رياضة معينة، لعبة ذكاء معقدة محولة تعلمها... إلخ.
٭ لابد من معرفة أصحابهم حق المعرفة من خلال التعرف على أهاليهم.
٭ مرافقتهم في النزهة مع أصحابهم بحيث لابد من تواجد الأب أو الأم في نفس المكان والمتابعة عن بعد، خاصة الفتيات.
والحذر من اعطاء المال وترك الأبناء يهيمون كما يشاؤون في الشوارع مع أصدقائهم دون متابعة كبير مكتفين (بالسائق)، فالكثير من الأمهات والآباء عانوا من مشاكل لم تخطر على البال بسبب ترك الأبناء دون متابعة، فإن كانت الثقة بأبنائي موجودة فلا ثقة بالعالم الخارجي سواء من أبناء المجتمع نفسة أو الأجانب.
e-mail: [email protected]
twitter: @family_sciences