الحمد لله الذي جعلنا مسلمين، وأنعم علينا بنعمة القرآن الكريم، وأغدق علينا من فضلة وكرمه ما يميزنا عن سائر الملل وعباده الضالين، إن القرآن الكريم معجزة آخر الزمان، وبه من الإعجاز العلمي لكل زمان ومكان وإلى يوم يبعثون، ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، فالقرآن إعجازه في كونه مدرسة علمية وأدبية وفقهية تضم جميع العلوم والمناهج والحقائق العلمية بإعجاز وإحكام يبهر العقول ويدهش النفوس، فهو منهج حياة متكامل، وأن الله- عز وجل- خلق ابن آدم ومعه كتابه الذي يشرح له تركيبته كإنسان فسيولوجيا ونفسيا وسلوكيا مع ما يجب عمله واتباعه في علاقاته الإنسانية وحياته المعيشية والحفاظ على صحته وكيفية إدراك سعادته في حياته الدنيا والعمل للآخرة، إلى جانب علم الأرض الذي يعيش عليها، فالقرآن الكريم يضم في محتواه علوما منها:
- علم النفس: قال الله تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) (سورة الحجر97 -99)، فالله عز وجل يعلم ابن آدم كيفية التعامل مع الحزن وحالة الاكتئاب الملازمة له عن طريق التسبيح والصلاة والاستقامة في العمل الصالح الذي يكفل تنشيط الخلايا الدماغية من خلال التوجه لله عز وجل.
- علم الاجتماع: يقول الله عز وجل: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا..) (سورة النور: 30-31)، أتى في القرآن الكريم أمر بغض البصر، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن جميع الانحرافات السلوكية منها شرب الخمر وإدمان المخدرات والمناظر المحرمة من أبسطها وهي النظر للفتيات خاصة منهن الكاسيات العاريات إلى أشدها حرمة من المناظر الإباحية كلها تنصب في أثرها على (ناصية) الإنسان، وهي منطقة في مقدمة دماغ الإنسان تتحكم في سلوكياته وقراراته وتوجهاته، فكل ما هو محرم يؤدي إلى إفراز الناصية كميات عالية من مادة «الدوبامين» المسؤولة عن سعادة الفرد، فإن تم إفرازها بشكل كبير دون اتزان فإنها تؤثر على خلايا الدماغ من حيث انكماشها وتلفها، وإرهاق الدماغ بهذا الشكل يعني انعدام ذات ذلك الشخص، ومن ناحية أخرى يقول علماء التشريح: إن هناك خمسة ملايين خلية تغطي الجسم كل خلية من تلك الخلايا تنقل الأحاسيس، فإذا صافح الرجل المرأة على سبيل المثال سرى بينهما اتصال يثير الشهوة، وبالمثل بالنسبة لأحاسيس الشم والسمع، فسبحان من أنعم علينا بنعمة الإسلام.
- علم الحيوان: قال الله عز وجل: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) (سورة النمل: 18)، سبحان الذي أذهل بإعجازه كل شيء، فقد اكتشف العلماء مؤخرا أن النملة تحتوي تركيبة قشرتها على مادة الزجاج، لذلك قالت النملة: (لا يحطمنكم)، كذلك من الإعجاز العلمي، في قصة الهدهد مع سيدنا سليمان عندما عاد مستنكرا من المرأة التي لها عرش عظيم تعبد وقومها الشمس قائلا: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ )(سورة النمل: 25)، اكتشف العلماء أن من صفات طائر الهدهد اكتشاف الخبء من الديدان والحشرات (طعامه) من تحت الأرض من علو ارتفاعه محلقا بالسماء،.. لم ينته المقال بل انتظروا المزيد الأسبوع القادم بإذن الله.
[email protected]