الكون كله طاقة والأرض طاقة والإنسان طاقة والطاقة في الأصل من الروح، وبما أن الروح هي مصدر للطاقة فلا يجب على الإنسان أن يخوض في ذلك العلم إلا ما أتى به في القرآن والسنة كعلم للبشر، وذلك لقوله تعالى في سورة الإسراء آية (85) (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)، أما بالنسبة لما يلجأ إليه بعض الناس اليوم وهو الشفاء بعلم الطاقة فإن الله عز وجل أخبرنا بما هو به شفاء للناس وهي معجزة القرآن لقوله في سورة الإسراء آية (82) (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)، فالعلاج الحقيقي بالطاقة يحتاج من الفرد أن يستمده من خالقه باليقين والتوكل عليه فهو صاحب الروح والخلق والملكوت، واليقين من أعلى درجات الإيمان الذي يكفل لصاحبه الشفاء، فالإيمان بالله واليقين به مطلبان رئيسيان لسعادة الفرد لا لشقائه، ولو نظرنا لدقة سرد القرآن للآيات الكريمة، فسنجد رسالة من الخالق للبشر ما بين الآيتين الكريمتين السابقتين من سورة الإسراء يقول عز وجل (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا)، فسبحان الذي أحصى كل شيء في كتابه وجعله للعالمين مرجعا إلى يوم يبعثون.
فقط علينا القراءة المتأنية المتدبرة حتى نسمو ونرتقي ولا نجعل مجالا للسفهاء أن يضحكوا على عقولنا بما ليس لنا به علم، فالله عز وجل يخبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: كلكم يعمل على شاكلته أي على ناحيته وطريقته، فالله أعلم بمن هم منكم أهدى طريقا للحق من غيره، وحتى نكفل لأنفسنا الرقي بالفكر والروح علينا فقط اليقين فهو درجة خلقية تميز البشر عن بعضهم البعض، فمن خلالها يتميز الصالح من الفاسق.
ومن ناحية أخرى نجد في علم الجذب الذي شد انتباه الناس في الآونة الأخيرة في تحقيق الأماني دون يقين بالشيء وفكر يسمو به الفرد منهم، فإن ذلك تطبيقه لا يأتي من فراغ وإنما بالرجوع والتوكل على خالق الخلق وصاحب الملكوت باليقين أيضا التام وحسن الظن بالله عز وجل في تحقيق ما هو خير للفرد، فهو صاحب الأمر بالنهاية وهو صاحب تلك الطاقة التي أنعم بها على عبده من أجل العمل لا من أجل الجهل.