شهد الأسبوع الماضي الكثير من حفلات الهالوين التي أقيمت في مجتمعنا الإسلامي، والتي كانت إثر تشجيع الآباء والأمهات أبناءهم إقامة مثل هذه الحفلات، والسؤال... لماذا التقليد الأعمى للغرب؟ وإلى متى؟
فكرة الهالوين تكون بلبس اللباس التنكري المخيف وذلك من أجل طرد الأرواح الشريرة!! والسؤال.. ماذا سوف يحصل لثقافة أبنائنا وفكرهم وعقيدتهم ونفسيتهم؟ بالطبع الجواب هو انسلاخ أبناء المسلمين من عقيدتهم ودينهم الذي هو عصمة أمرهم شيئا فشيئا، وهذا هدف أعداء الإسلام.
أين الفكر الإسلامي من تعليم أبنائنا الذي ينوه على أن البيت الذي يقرأ به القرآن لا تدخله الشياطين؟ وإن توقفنا بالمسألة على أنها من باب التقليد، فأين عادات الكويتيين الجميلة ذات الطابع الإسلامي الراقي، مثل (النافلة) لماذا لا نعلمها أبناءنا ونشجعهم على طبخ البيت وتوزيعه على الجيران والأحباب والفقراء، أليس بتلك العادة أفضل من الهالوين التعيس، والمصيبة في الأمر أن البعض يضع المساحيق وارتداء الألبسة الشبيهة بالأشباح والشياطين وكأنها حفلة عبدة الشيطان والعياذ بالله، هذا بالإضافة إلى الإسراف في إعداد الموائد وتنظيم الحفلات والأغاني الصاخبة، وهم أبناء مسلمين يمتلكون من الفكر والعقيدة والأخلاقيات الرفيعة التي يتميزون بها عن سائر الأديان.
ومن جانب آخر، إن الغيرة على الدين شيء عظيم يقي المجتمع من فتن الزمان، والحفاظ على العادات والتقاليد من شأنه يحافظ على الثقافة، وثقافتنا من أجمل الثقافات، والتهاون بالدين أمر عظيم من شأنه إسقاط الأمم واندثارها يقول عز وجل: (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) (سورة النور: آية 15)، ويقول صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم».
حيث ان التخاذل بتلك الأمور له انعكاسات تربوية سيئة على نفسية الأبناء، منها «قلة الوازع الديني ـ انحلال الفكر القويم ـ تلون الثقافة ـ الاستسهال في أمور الدين ـ اللعب واللهو بعيدا عن الهدف ـ توجيه طاقات الأبناء سلبيا ـ الإهمال الفكري ـ التخاذل ـ الفوضى الفكرية ـ الاستهتار».
وأخيرا ليس آخرا إن الإسلام دين جمالي يفرض علينا السلوكيات التي لا نرى الدنيا من خلالها إلا جميلة ويكفل لنا حياة سعيدة وصحة نفسية، فكيف للبعض من الناس تقبل التلون بثقافة الكفار بفكر نائم تماما، إن التشبه بالكفار والخوض بأعيادهم وثقافتهم ما هو إلا ضعف لأمتنا، وتجريد أبنائها من قيمهم ومبادئهم وعقيدتهم، وكلما اندثرت العقيدة وضعف الفكر لدى أبنائنا أصبحت أمتنا هشة وفريسة سهلة لأعداء الفكر والدين، ونحن بهشاشتنا وضعفنا أضحوكه لكل مترصد لهذه الأمة.
@family_sciences