الكثير من المعلمين والمعلمات يفتقرون للمهارات التربوية التي من شأنها تصلح سلوك المتعلمين وترتقي بهم للأفضل، حيث ان معطيات المعلم التربوية رسالة جليلة، وإن أول قيمة تتطلب من المعلم هو امتثاله للصبر في تعامله مع المتعلمين وما دون ذلك فترك مهنة التعليم أفضل بر يقدمه المعلم للمدرسة، فالمدرسة هي المؤسسة التربوية الثانية من بعد الأسرة في تنشئة الفرد التنشئة السليمة، فيجب على المعلمين الامتثال لمهارات تربوية لتحقيق الهدف المنشود من وراء رسالتهم كمعلمين أفاضل، وهي كالآتي:
أولا: انتقاء الكلمات الإيجابية في التعامل مع الطلبة وليست الاستفزازية والمحبطة، حيث الإحسان والرفق في المعاملة واجب، يقول الله عز وجل: (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) (إبراهيم: 24-27) فلو تدبر كل تربوي هذه الآيات لوجد الخير الكثير، فالكلمة الطيبة هي إحسان كبير وإثراء جليل وقيمة راقية ونفس متزنة وخلق عظيم، فكلما استثمر المعلمون الكلمات الإيجابية في تعاملهم مع المتعلمين، كلما ارتقوا لمستوى كبير في مهاراتهم التربوية حتى يصلوا لدرجة التميز، ولتعلموا أيها المعلمون الأفاضل أن الحاجات النفسية الأساسية للطالب في الفصل هي الكلمة الطيبة المحفزة بنسبة أكثر من 85%، وفائدتها تكمن في جوانب عدة منها: تشرب المادة العلمية ـ رفع المستوى التعليمي للمتعلمين وخاصة الضعاف منهم ـ محبة الطالب واحترامه للمعلم ـ بناء شخصية واثقة متزنة ـ اكتساب قيم ـ نبذ العداء والعنف ـ نشر التسامح والتعاون والرفق والإحسان.
ثانيا: ضبط الانفعالات، إنه من الطبيعي أن الكل يعاني من ضغوط حياتية ولكن ليس على حساب المتعلمين، حيث يجب أن يقتدي المعلمون بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «علموا ويسروا، ولا تعسروا»، «وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت»، فالسكوت أفضل من الانفعال لأن وقتها لن تجني أيها المعلم إلا الكراهية والسمعة السيئة، فمعاملتك الحسنة وهدوءك بصمة تطبع في نفس المتعلمين مدى الحياه.
ثالثا: التكرار، فلن تكون العملية التعليمية ناجحة من غير التكرار، حيث تكرار الكلمات التحفيزية ـ تكرار تعلم القيم ـ تكرار النصح ـ تكرار توجيه السلوك الإيجابي في تحفيز الثقة بالنفس وتعزيز الصناعة النفسية للعقل الباطن، حيث ان العقل الباطن للإنسان يتحكم في ردود أفعاله بنسبة كبيرة جدا، أما النسبة المتبقية فهي للعقل الواعي، فإن تمكن المعلم من صنع نفوس راقية فلا ضياع لمستقبل أمة بأكملها.
رابعا: النظام، وهو من الأمور الواجب إيضاحها للطالب من أول يوم دراسي، أي أن السيطرة على الوضع العام لسلوكيات الطلبة في الفصل مبنية على النظم والقوانين التي توضع لهم مع تكرارها من حين لآخر، كما أن الانطباع الأول للطلبة عن المعلم له الأثر الكبير في غرس احترامه وهيبته داخل أنفسهم.
family_sciences@