نشهد سرعة عجيبة في تداول الأخبار والمعلومات بأشكالها المتعددة، فمنها الإيجابي ومنها السلبي، والعجيب في سلوكيات الناس أنهم مندفعون في تلقي الأخبار دون رويّة، ولا أعمم في مقالي على الجميع فهناك من رحم ربي، لكن البعض وهم كثر للأسف من الناس يسهمون في نشر الفضائح وخلق الأقاويل المسيئة لإخوانهم وتعليقات مهينة لهم، وعلى الرغم من البلاء الذي أصابنا هناك الكثير من يصمم على المعصية ولا يلقي لها بالا لكونها لا تمسه لا من قريب ولا من بعيد.
أكتب مقالي اليوم للذين يضربون كل من يخطئ بقول أو تصرف أو تكسير همم أصحاب علم ومعرفة ويسعى لعمل الخير بعلمه ومعرفته، لربما تكون سلوكيات الناس الخاطئة مثيرة للجدل وغضب الرأي العام، لكن أخلاقياتنا كمسلمين تحتم علينا تجنب الإساءة النفسية، فالخطأ يجب أن يعالج بالنصح ولا مانع في المجادلة الهادفة من أجل تهذيب سلوكياتهم وأفكارهم، فعلى سبيل المثال ما حدث منذ فترة قصيرة من قبل الذين عابوا ما قدمته لهم الحكومة في محاجرهم الصحية، فرد الفعل يجب أن يكون على قدر الخطأ، وأخطاؤهم لم تستدع الفضائح ونشر صورهم والتعريف بشخصياتهم وحياتهم الخاصة للعامة وإشاعة النكات الساخرة منهم رغم اعتذارهم للحكومة والناس، أما المصيبة التي تليها فجاءت بعد تصريح الدكتورة الفاضلة أمل الأنصاري باكتشاف دواء لمعالجة الوباء، والتي أوجه لها ألف تحية فهي إنسانة مثابرة مجدة لها أبحاث علمية، فلا مانع من إعطائها الفرصة في النظر بأبحاثها وعلاجها دون الضرب في سيرتها وشخصها وعلمها، بل كان يجب تشجيعها، فهي لم تفرض علاجها على الناس، بل قامت بعرض الدواء المعالج لفيروس كورونا على لجنة تحكيم من قبل أطباء ومختصين للنظر فيه، وفي حال رفض علاجها تبقى مشكورة في أعين الناس على الأقل على مساهمتها في عمل الأبحاث التي تريد بها الخير للبشر.
إن أبرز ما يميز الرجل في تلقيه الأخبار والمصادر سواء كانت صحيحة أم مغالطة هو الستر على الناس وعدم مساهمته في فضحهم والاستهزاء بهم وذلك لكونه يميل للعقلانية بشكل أكبر، أما ما يميز الأنثى في هذا الصدد فهو عاطفتها التي تكمن في إحسانها واحتوائها للخبر والأخذ بالأسباب وعدم مساهمتها في الضرر النفسي للناس كونها عاطفية بشكل أكبر، والناس من رجال ونساء بأخلاقياتهم الحسنة مكملون لبعضهم البعض، فبدل الجلد القاسي الذي يحدث على الساحة الافتراضية للتواصل الاجتماعي كان يجب الامتثال للأخلاق الإسلامية، فعقيدتنا تحتم علينا ذلك إجباريا وليس اختياريا، وذلك من أجل سلامة وأمن التواصل الاجتماعي وتحقيق الرقي في المعاملات، والذي يتمثل في النصيحة ونشر الوعي والتذكير بالنعم.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».
family_sciences@