دائما وأبدا يذكر التاريخ القادة العظماء الذين أثروا الإنسانية بمواقفهم النبيلة التي تخلو من شوائب المصالح، يذكرهم التاريخ بكل تقدير وإجلال وينحني لهاماتهم المرتفعة العالية بعلو الهمم وعزائم الصبر وحكمة الدهر، كيف ينسى التاريخ من يصنعونه بإرادة صلبة وصبر تنوء عن حمله الجبال؟
أخط هذه الكلمات التي تكتب نفسها قبل أن أكتبها، لكي تعبر عن حبنا، نحن أهل الكويت، لوالدنا حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، وهو يسعى الى لمّ شمل الإخوة في البيت الخليجي، وهو يعلم، بخبرته الطويلة في مشوار كفاحه كواحد من عباقرة وقادة الديبلوماسية في المنطقة العربية وبالأخص في الخليج العربي، خطورة هذه التفرقة، وأنه لا توجد مشكلة ليس لها حل!
هو يعلم بخبرته أن المشكلة والأزمة الحقيقية هي انفراط عقد البيت الخليجي، وتخاصُم أبنائه، لم يكل أو يمل بزياراته لأشقائه لإيجاد مخرج للكل، والتي كان آخرها مؤتمر القمة الذي تم تحقيق الحد الأدنى المرجو منه، والذي يتلخص في الحفاظ على مبادئ العمل المشترك لأمن الخليج، والعمل على تعديل النظام الأساسي لمجلس دول التعاون الخليجي لإيجاد لجنة لفض النزاعات للحفاظ على المجلس ووحدة أعضائه من دول الخليج، وقد أشادت الوفود المشاركة بنجاح المؤتمر في تهدئة الأجواء كمقدمة لمصالحة شاملة وعودة المياه إلى مجاريها.
وعلى أي حال، من يسعى في الخير والصلح لن يخيّب الله رجاءه أبدا، أخط هذه الكلمات فقط لأعبر عن أسمى مشاعر الحب والتقدير والعرفان، وبالأصالة عن الكويتيين حكومة وشعبا، لحضرة صاحب السمو وولي عهده، حفظهما الله، على ما يقدمانه من جهود سيسطرها التاريخ بحروف من ذهب، ولما قدمته الكويت وتقدمه وستقدمه للأشقاء تصديقا وخضوعا لأمر الله تعالى بأن نعتصم بحبل الله جميعا ولا نتفرق وأن نتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان.
أفتخر فيك يا وطني.. يا من حبه يجري في دمي.. أفتخر فيك يا حصني الحصين.. يا فلك الخليج وحبله المتين.. بناك رجال تعاهدوا على الوفاء.. بعلو هامتك على مر السنين.. يشهد لك الجميع بالموقف الرصين.. وكيف لا وأنت دوما الناصح الأمين.