وصف بعض المحللين السياسيين اجتياز وزير الإعلام جلسة التصويت على طلب طرح الثقة بأن «الوزير صمد حسابيا وتصدع سياسيا» غير ان الصدع الأخطر والأعمق والأكبر من الأشخاص أصاب السلطتين التشريعية والتنفيذية معا، حين ترددت السلطة الأولى في تأييد رسالة شعبية راشدة كانت في طريقها الى الحكومة التي رفضت تسلم الرسالة.
لمن لا يحسن القراءة السياسية والاجتماعية أقول ان ثمة وجدانا ساخطا في المجتمع، يصف نفسه بأنه «شريحة مظلومة» وقد دفعته أوهام المظلومية الى تخيل الخصوصية فتمترس في خندق «الممانعة»، لذا كان احتواء الاستجواب فرصة لتفكيك هذه الممانعة وطرد أوهام المظلومية وتحديث مفهوم المواطنة العصرية التي تحفظ كرامة الجميع باعتبارهم مواطنين لا شرائح.
لقد وفر الاستجواب للبلاد فرصة ذهبية كانت ستسهم في تبديد ملامح الانعزالية التي بدت على «صرخة العقيلة» لحظة ولادتها، فكان الرجاء معقودا على البرلمان والحكومة في حسن القراءة واحتضان الاستجواب وقطع الطريق أمام المزيد من التشظي، غير انهما، للأسف، لم يفعلا، وقابلا الممانعة بالمعاندة!
أكتفي بهذا القدر وأترك للقارئ تلمس مقدار الصدع وخطورته.
www.salahsayer.com