زرت لبنان لمدة اسبوع واحد ولم احتمل تمديد فترة الزيارة يوما آخر، هربت من رطوبة الجبل التي تحملها «الغطيطة» إلينا عبر الشرفات المفتوحة فنزلت الى الساحل لتخنقني رطوبة البحر، وبين الرطوبتين أودية وطرقات مزدحمة بالشاحنات كمثل عالم السياسة اللبنانية المزدحم بالمشاحنات والضجيج.
اعشق لبنان وانتقد السياحة فيه، وأول معوقات السياحة تبدأ من المنافذ الحدودية، فصالة الجوازات في مركز «المصنع» صالة خانقة، وختم الدخول على جواز السائح يتطلب صبرا جميلا، اما تخليص اوراق السيارة لدى الجمارك فرحلة عذاب غير معهودة، وفي احد مطاعم «شتورة» ومقابل وجبة غداء هزيلة تسلمت من «الجرسون» فاتورة سمينة.
مر لبنان بمراحل صعبة ولا يزال يعيش هذه الصعوبات والازمات التي انعكست على السياحة وعلى المناخ العام في موطن الارز، ولعل «خناقة» ابناء الاخوين رحباني التي بلغت المحاكم وانتشرت على صفحات الصحف وأمست ميدانا يتصارع فيه المتحاربون بالنيابة عن الرحابنة، تشكل واحدة من صور الضمور وتبدل المناخ العام في بلاد علّمت الناس الجمال والحب والفرح.
www.salahsayer.com