صلاح الساير
سنوات طويلة ونحن نفتش عن حل لهذا التراجع الذي تشهده البلاد، سمعنا مئات المحاضرات، قرأنا آلاف المقالات والتحليلات، انتخبنا عشرات الابطال المزيفين الذين وعدونا بالخلاص من الورطة، صدقنا عشرات البيانات الرسمية المليئة بالوعود وبالتسويف ودغدغة المشاعر.
سنوات طويلة تشبه الدهور في ازمانها، ونحن نهرول في مضمار البحث عن المخرج من هذه الورطة الورطاء، سألنا العصافير، تحدثنا مع الموج، استفسرنا من الرياح، تحاورنا مع الجني الازرق، ولانزال نبحث ونفتش ونسأل. فلم تقبض اكفنا سوى الريح، ولم نحصد سوى الزوبعة التي تدور في الفنجان.
اترانا نعيب زماننا والعيب فينا؟ هل نحن نفتش عن حل افتراضي لا وجود له في «فن الممكن»؟ هل الشكوى فينا مجرد وهم، ام مرض مزمن؟ الا تكفي كل هذه السنوات لاكتشاف الاجوبة السليمة؟ هل فعلا لا يوجد «حل» أم انه بالاساس لا توجد «مشكلة».