تقرع الأجراس في كل يوم لتذكرنا بأهمية الالتفات الى حقيقة الأيام القصيرة وأن الحياة ممر لا مستقر فـ «كل ابن انثى وان طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول»، غير ان الذين يصغون لهذه الاجراس ويدركون مغزاها هم قلة قليلة، اما اكثر الناس فيعيشون هذه الحياة وكأنهم باقون فيها حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
لو ادرك المغرور بساطة الحياة لكف عن غطرسته وتعاليه على الآخرين، ومثله المتجبر الظالم لو عرف قوة الحياة وضعفه امامها لعاد عن جبروته، ولو علم الكسالى روعة الانتاج لهبوا من خدرهم وتسابقوا باتجاه العمل، ولو فهم التافهون اللاهثون خلف الهوامش، روعة الحياة وجمالها الحقيقي لتوقفوا عن مطاردة المظهر الكذوب.
يولد الناس من ارحام امهاتهم ليمضوا بعد حياتهم القصيرة الى رحم الأرض، فلا يتركون فوقها أهم من ذكرهم الطيب المنقوش في ذاكرات الآخرين، هذا ما تقوله لنا الأجراس التي تقرع في اسماعنا كل يوم فلا يصغي لها سوى ندرة من البشر تحرص على البناء والبذل والعطاء وتحصن ذاتها من مصيدة الغرور وأفخاخ الظلم وعار التفاهة والكسل.
www.salahsayer.com