«لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدوها أرخيتها وإذ أرخوها مددتها» هذه العبارة المنسوبة لمعاوية بن أبي سفيان تختزل عالم السياسة وتوجزه، فالسياسة رفق وهوادة لا قسوة ومغاصبة، والسياسي الجيد من يتقن شراء القلوب لا تلقيط العيوب.
يطلق العرب على مروض الخيول اسم «سايس» متى ما ملك أمر الجياد وراضها، ولعل صعوبة السياسة تكمن في الحلم والتحمل، فليس كل انسان قادرا على تجرع الغيظ، اما السياسي الماهر فقادر على ضبط مشاعره فـ «لا يضع سيفه حيث يكفيه سوطه ولا يضع سوطه حيث يكفيه لسانه».
صحيح ان السلاطين وضعت للشياطين بيد انه ليس من الحكمة تحويل الناس أجمعهم الى شياطين وردعهم بسلطان القوة والشدة والبطش، فالسياسة الحقة تعنى بتجريد الشياطين المارقين من مروقهم، وسوسهم وترويضهم وتحويلهم الى جياد تركض في مضامير البناء بدلا من الركض في البراري البعيدة.
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم «ما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء إلا شانه» ونحن نقول في لهجتنا العامية «سايسهم» بمعنى خذهم باللين والرفق والسياسة.. يا سيدي.
www.salahsayer.com