صلاح الساير
اثنان يطرحان نفسيهما دون ان يطرحهما احد، الاول: الغشيان الذي أُغمي عليه، والثاني: السؤال «الذي يطرح نفسه» حسب ما نقول ونكرر في احاديثنا اليومية، ونحن لا نعرف لماذا يطرح السؤال المسكين نفسه بنفسه دون ان يطرحه أحد.
نتعرض لحادث فيعودنا الاحبة بعبارة «خطاكم السو» والكلمة الاخيرة تعني «السوء» والمعنى واضح، فنحن تجاوزنا الخطر وتخطينا المرحلة السيئة، فنرد عليهم بعبارة مبهمة «خطاكم اللاش» والكلمة الاخيرة تعني «اللا شيء» فالعبارة خالية من المنطق والكلام المفيد.
يلقي علينا الآخر تحية الصباح، فيقول «صباح الخير» وتلك دعوة للخير، وأمنية طيبة، وبدلا من رد التحية بمثلها وتأكيد الأمنية الطيبة، نرد ردا غامضا، خاويا من المعنى حين نقول «صباح النور» وكأننا نفسر الماء بعد الجهد بالماء، ونقوم بتحصيل الحاصل، فلا صباح دون نور.
قاموسنا اليومي بحاجة الى مراجعة شاملة لتنقيته من الكلام الفارغ.