صلاح الساير
في كتابه «الانسداد التاريخي» الصادر عن رابطة العقلانيين العرب، يعرض الباحث هاشم صالح لقضية فشل التنوير في العالم العربي، وفي أحد فصول الكتاب يتحدث الباحث عن الاصلاح الديني في المسيحية بعد أن كانت الكنيسة الكاثوليكية تفرض نفسها على الآخرين بطريق القوة ومحاكم التفتيش وحرق الكتب والناس.
يذكر الباحث أنه بين عامي 1962 و1965 وبأمر من البابا الاصلاحي والعقلاني ذي النزعة الانسانية يوحنا الثالث والعشرين، انعقد المجمع الكنسي الشهير باسم مجمع الڤاتيكان الثاني، بحضور 2500 من كبار رجال الدين المسيحي في روما، بالاضافة الى ممثلي المذاهب المسيحية الأخرى وعدد من علماء اللاهوت العلمانيين (!) كما حضر الاجتماع عدد من الفلاسفة (!) بصفة مستشارين.
وخرج المجمع بقرارات لاهوتية ثورية أدت الى تصالح المسيحية مع العالم الحديث والقيم الليبرالية والديموقراطية، واستسلمت الكنيسة لمنطق العصر ونفضت الغبار عن نفسها، وصرح البابا بأن «للشخص البشري الحق بالحرية الدينية» ولم يكن ذلك بالأمر القليل (!).