صلاح الساير
عرف الكويتيون «التيل» وهو البرق telegraph او البرقيات، وسحب الناس كلمة التيل على جميع الاعمدة التي تحمل الكيبلات الهاتفية والكهربائية، وحملت احدى العائلات الكويتية الكريمة اسم «التيلجي» بسبب مهنة احد افرادها المرتبطة بالتيل.
كانت بعض اعمدة التيل تمر عبر اهم شارع في «النقرة» و«حولي» فحمل هذا الشارع اسم «التيل» حتى بدأ العمران في التمدد، وبدأت البلدية تعبث بالتاريخ فغيرت اسم اشهر شوارع الكويت الى شارع تونس «الحالي» ونسفت بذلك السلوك المتوحش ذاكرة الوطن دونما سبب، ففي وقت تبحث الدول عن تاريخها نمحو نحن تاريخنا.
العديد من الكويتيين الذين سكنوا حولي والنقرة في الماضي، وجميع من امضوا فيها بعض اوقاتهم في ذلك الزمن الجميل، يغرقون في الحزن كلما عبروا شارع تونس (التيل سابقا) الذي اصبح شاهدا على حالة التنكر التي تعيشها البلاد، فهل تعيد البلدية الامانة الى ذاكرة الوطن؟