صلاح الساير
كمثل الدول نحن، تحدنا الحدود فندافع عنها ونضع فيها بوابات حراسة ومنافذ للخروج والدخول من وإلى ذواتنا.
فالإنسان دولة ذات سيادة، يمنح تأشيرة دخول إلى فئة محددة من الناس، بعضهم يستوطن القلب، وبعضهم تمنحه ڤيزا مرور، فيعبر حياتك دونما أثر، وبعضهم يدخل في عوالمك متسللا عبر تلك الحدود.
الدول ترفع الأعلام والبيارق شعارا لها، وبيرق الإنسان سمته وهيئته الخارجية.
بعض الاعلام يحتوي على رموز قوة لا تعكس واقع الدولة الضعيفة، وبعض الناس لا يعكس شكله البراني حقيقته الجوانية، فيبطن غير ما يظهر.
أنت لا تقترب من الإنسان السوي المستقل ذي السيادة إلا بعد التأكد من حصولك على «عدم ممانعة» وبعض الناس كمثل الأرض المشاع التي لا راعي لها، تدخل فيها الأقوام من كل حدب وصوب، دونما اذن أو «احم أو دستور» فيمسي رأسه كمقبض الباب، يديره الداخل ويديره الخارج وهو لا يعلم «وين الله حاطه».