صلاح الساير
نقول «الحقيبة» ونعني المحفظة الكبيرة المصنوعة غالبا من الجلد وتحفظ فيها الاوراق ويحملها رجال الاعمال عادة، او نقصد حقيبة السفر الكيس الذي يضع به الانسان متاعه، او الحقيبة المدرسية وهي كيس الكتب الذي يحمله الطلبة في المدارس، وحين نتفحص تاريخ الحقيبة ندرك ان استعمالها على هذا النحو استعمال حديث نسبيا.
فقد اطلق العرب القدماء اسم الحقيبة على ردف الانسان او عجيزته، ومن الاوصاف الجسدية للصحابي الزبير بن العوام انه كان «نُفُجُ الحقيبة» اي عظيم العجز ضخم الارداف، كما اطلق العرب هذه التسمية على الوسادة او الطنفسة او البردعة المحشوة بالتبن وتوضع فوق سنام الجمل لجلوس الراكب، وجاءت التسمية من «الحَقب» وهو الحبل الذي يشد به الهودج تحت البعير.
الواحدة حقيبة وجمعها حقائب، وحسب الزمخشري «فان كل ما حمل وراء البعير هو حقيبة» وعن ذلك يقول الشاعر الجاهلي «وما انا بالطاوي حقيبة رحلها، لأبعثها خفاً واترك صاحبي» والاحتقاب حمل الحقيبة من خلف، واحتقبه على ناقته اي اردفه خلفه على حقيبة راحلته.