الضربات الاستباقية ضد الخلايا الإرهابية وإلقاء القبض على أعضائها حدث يثلج صدور الناس لأنه يعني إنقاذ حياة الأبرياء الذين كان من المحتمل سقوطهم قتلى وجرحى في الاعتداءات المريضة التي يشنها الإرهاب على رجال الأمن أو الناس الآمنين، كما يعني الحدث يقظة الدولة ممثلة بالأجهزة الأمنية، غير ان تلك الأخبار المفرحة تنطوي، للأسف، على حقيقة محزنة تتجلى في تقصير الدول في تجفيف منابع التطرف المنتج للإرهاب، والاكتفاء بما يقوم به رجال الأمن البواسل.
***
ان ظهور المتطرفين في الصومال وليبيا واليمن وسواها من دول تعصف بها الفوضى مسألة مفهومة، حيث الانفلات الأمني يجذب أمثال تلك الوحوش من الخارج، كما ينجبهم من الداخل، بعكس الحال المنضبط في الدول المستقرة والتي كان حريا بها التصدي المبكر والذكي لبذور التطرف قبل أن يستفحل في المجتمع، وتلك فريضة حضارية لم تبدأ بعد، كما لا توجد مؤشرات تشي بتلك الفريضة الغائبة.
***
العديد من الشبان في منطقتنا (الخليجية تحديدا) فاقدون للمناعة الفكرية والنفسية التي يمكن أن تحصنهم من «طلب الذهاب إلى الجنة عبر قتل الأخوال والآباء وتفجير الأبرياء في المساجد والحاق الضرر بأوطانهم»، وكل ذلك بسبب غياب البرامج الحكومية الذكية والشجاعة التي تسعى إلى تذويب أولئك الشبان في نهر المدنية، وغرس المفاهيم الطيبة والحديثة والمتصالحة مع العصر في أذهانهم الطرية، الأمر الذي تركهم في مهب الرياح الشيطانية تأخذهم إلى حيث حطت رحلها «أم قشعم».
www.salahsayer.com
salah_sayer@