قبل الفلسطينيون عام 1947 بقرار التقسيم الصادر من الأمم المتحدة والذي رفضته الحكومات العربية وحرضت الفلسطينيين على رفضه، الأمر الذي أدى إلى اندلاع الحرب بين اسرائيل والعرب، ومنها عرف العالم الصراع العربي- الاسرائيلي، الذي انتهى «رسميا» باتفاقية السلام في «كامب ديفيد» بين إسرائيل ومصر وهي أكبر دولة عربية معنية بذلك الصراع، وكذلك في «اتفاقية اوسلو» بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية (الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني) حسب قرار القمة العربية في الرباط.
***
رغم هذا الوضوح الشديد فيما يخص الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وهدوء الجبهات منذ أزمان طويلة، لم يزل الموقف في العالم العربي غير واضح وشديد الارتباك. فالحكومات العربية التي قررت الحرب وأعلنت الصراع في العام 1948 تراجعت ووقعت على اتفاقيات السلام، ومثلها فعل الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، أما الشعوب العربية فتزايد على الشعب الفلسطيني ولا تزال ترغب في المزيد من الصراع وترفض التطبيع مع اسرائيل، في حالة انفصامية غريبة وموجعة، وتستدعي التأمل والتشخيص.
***
هذه الحالة الانفصامية المضحكة- المبكية في أن واحد جسدها اللاعب المصري في رياضة الجودو والمشارك في الاولمبياد حين قبل مواجهة اللاعب الاسرائيلي، غير أنه وبعد أن تعرض للهزيمة رفض تحية زميله في اللعبة الرياضية، بحجة أنه يرفض التطبيع مع العدو الصهيوني (!) وكأن المواجهة التي سبقت الهزيمة لا تعتبر تطبيعا! في موقف يلخص مأساة «الحقيقة» في الذهنية العربية التي كثيرا ما تتعرض للفوتوشوب، حيث لا حقيقة مجردة لدينا، بل هي تتبدل وتتغير حسب موضعها من أفكارنا ومصالحنا.
www.salahsayer.com
salah_sayer@