www.salahsayer.com
@salah_sayerفي عام 296 م ولد الأنبا اثناسيوس الأول بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ 20 في صعيد مصر من أبوين وثنيين، وفي الإسكندرية تعلم الدين المسيحي وانكب على الدراسات الفلسفية والأدبية واللاهوتية قبل أن يتم اختياره للكرسي الرسولي وتوليه أمر البطريركية التي تمت إزاحته عنها ونفيه 5 مرات بسبب شراسته ضد المهرطقين وتكاثر الخصوم من حوله، وقد أطلق عبارته التي اشتهرت في العالم وأصبحت مثالا للتحدي، حين حذره أصحابه قائلين له: «العالم ضدك يا اثناسيوس»، فبادرهم بالقول: «وأنا ضد العالم»!
***
عبارة مشهورة تنطوي على معنى إيجابي ويرددها الشرق والغرب، نشرتها، قبل أيام، في تغريدة على «تويتر»، فأصبحت فرصة لتطاير الزعيق والنعيق واتهامي بتجاهل الموروث الإسلامي و«أني وأمثالي» حسب قول أحدهم «سبب تراجع الأمة الإسلامية»! ومن الواضح أن كل هذا الرفض والغضب بسبب ديانة القائل «البطريرك» وقد نسي الغاضبون الجهلة مقولة الإمام علي، كرم الله وجهه: «الحق لا يعرف بالرجال بل الرجال يعرفون بالحق»، كما تناسى أولئك المتعصبون آلاف العبارات والحكم والأمثال المأخوذة من ثقافات الأمم الأخرى.
****
مساحات التعصب تتزايد ونحن نتراجع ونمشي القهقرى، فالآباء أكثر تسامحا من الأبناء، وفي الماضي كانت المجتمعات العربية أكثر رحابة وانفتاحا واحتراما للآخر المختلف. أما اليوم فإن التعصب أضحى أهم سمة من سمات مجتمعاتنا التي يهيمن عليها التقوقع الاجتماعي والديني والمذهبي إلى درجة قيام صبي أرعن بالدخول إلى كنيسة وتفجير المصلين وقتلهم دونما رحمة. وكذلك دخول معتوه غر آخر إلى مسجد ليقتل مسلمين (يتبعون مذهبا غير المذهب الذي ولد هو عليه) وكأن تعدد الأديان والمذاهب أمر جديد لم يعرفه الناس قبل مولد هؤلاء الصبية الأغرار المتطرفين!