لا نعلم بالتحديد الطريقة التي كان الرجل يغازل بها المرأة في الأزمنة السحيقة عندما كان الإنسان القديم يهيم في البراري والغابات ويسكن الكهوف مع الحيوانات.
والأرجح انه كان يفعل ما يفعله الحيوان والطير مثل الدوران حول الأنثى واطلاق الصرخات ليعلن عن عشقه لها. ولدى العرب القدماء كانت ابار المياه المواضع الأشهر للقاءات الغرامية، أما الشاعر عمر بن ربيعة فقد كان يجد في موسم الحج فرصة للتغزل بالفتيات. وحين سأله الخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك: ما يمنعك من مدحنا؟ قال: أنا لا أمدح إلا النساء.
***
قبل سنوات كان الغزل يكلف «المغازلجي» أو «الزكرتي» مبالغ طائلة حين يخصص «طالب الهوى» ميزانية لغسيل وكي ملابسه وتصفيف شعره وشراء الأقلام والنظارات الشمسية والساعات والخواتم والأحذية الجديدة من أجل لفت انتباه النساء قبل الشروع بمطاردتهن واحيانا تحدث المطاردة بالسيارة بما يشبه القنص.
وقد عرف الناس ظاهرة الترقيم نسبة لرقم الهاتف، والأمر يتطلب الدقة والمهارة حين يضع المغازلجي رقم هاتفه في علبة كبريت وحين يقترب من سيارة الضحية يرمي العلبة من خلال شباك السيارة المفتوح عمدا. ولم يكن الأمر يخلو من الحوادث!
***
قبل انتشار الهواتف النقالة كان «طلاب الهوى» يضطرون إلى البقاء قرب هاتف المنزل بانتظار اتصال الفتيات. وقد لاحظت احدى الأمهات على ابنها سلوكا غريبا ومتناقضا فهو إما أن يخرج من المنزل كثيرا، أو أنه لا يغادر المنزل كالسجين.
والأم الشاكية لا تعرف أن «المحروس» كان يغادر البيت من اجل الغزوات الغرامية، كما انه يعود للبقاء في البيت من اجل حصاد تلك الغزوات والرد على اتصال الصبايا. ومع تطور الزمن أصبحت تطبيقات المواعدة والتعارف في الهواتف الذكية أكثر سهولة وتوفر للجنسين سائر التفاصيل مثل الطول والوزن والهواية والأفلام المفضلة وتسريحة الشعر ولون العين ومكان التواجد.
اما الردود فسريعة وسهلة وتتم بأسلوب حضاري عبر الضغط على زر موافق أو غير موافق!
www.salahsayer.com
@salah_sayer