كان الشراء والبيع بين الناس يتم بتبادل السلع (المقايضة) «اعطيك خروف واخذ منك كيس رز».
وكان ذلك يحدث قبل استعمال المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة في عمليات التبادل السلعي، ثم عرفت الاسواق اشكال مختلفة من العملات سواء من المسكوكات المعدنية أو العملات الورقية (البنكنوت) ومن المعروف ان العملات لا تحمل قيمة لذاتها انما تأتي قيمتها من الاتفاق بين الناس باعتبارها اداة دفع بقدر متفق عليه.
وفي العالم يتسابق الهواة على جمع العملات القديمة والبنوك على اصدار العملات التذكارية.
وتكاثرت في الاسواق محلات الصرافة وأجهزة الصرف الآلي.
> > >
عرف الناس العملات واكتنزوها في بيوتهم قبل تأسيس المصارف، وعرفوا الامثلة المرتبطة بالنقود مثل قولهم «الدراهم مراهم» و«اللي ما معه فلس ما يسوى فلس» و«القرش الأحمر لليوم الأسود» ثم عرف العالم استعمال الشيكات في السداد وبعدها عرفت البشرية بطاقات الائتمان وهي بطاقة بلاستيكية لا تتجاوز قيمتها (فليسات) معدودة بيد انها تمكنك من شراء ساعة يد بقيمة الاف الدنانير.
وبسبب هذه البطاقة السحرية بدأت النقود الورقية تنحسر من جيوب الناس.
وأضحى سوق تحويل العملات الاجنبية يواجه مصير الديناصور.
فبعد ان كان المسافر يحمل معه دفاتر الشيكات السياحية أمسى يجول على كوكب الأرض وفي يده قطعة صغيرة حقيرة من البلاستيك.
> > >
لكل آفة آفة.
فالبطاقة الائتمانية، مثلها مثل النقود (الكاش) في طريقها إلى الزوال والاختفاء من محفظتك ولا داعي لتذكر رقم الحساب أو نسيان كلمة السر أو انتهاء الصلاحية.
فهاتفك الذكي أمين على نقودك ويتيح لك عبر التطبيقات المختلفة والمواقع الالكترونية دفع خدمات الكهرباء والهاتف، أو سداد فاتورة الشراء في المتاجر، أو دفع قيمة تعبئة وقود السيارة، أو دفع اجرة التاكسي، أو طلب «صحن فول وساندويتش فلافل» من خدمة التوصيل للمنازل.
كل ذلك يحدث عندما تضع بصمة اصبعك على الهاتف.
اصبعك الذي كنت في الماضي تبلله بلعابك لعد رزمة النقود!
www.salahsayer.com
salah_sayer@