يكتب بعضنا عن الوزارات والإدارات الحكومية ويمتدحون بعض أنشطتها، ويكتب البعض الاخر عن قصيدة أو مسرحية فيشيد بها وبمبدعها، أو نكتب عن أكارم محسنين فنذكر أفضال أياديهم البيضاء.
بيد أننا نحجم عن تناول المؤسسات التجارية بالثناء والإطراء والنظر إليها بعين الرضا الذي تستحقه رغم أن بعضها من دعائم «تكوين» هذه البلاد وبعض معالمها الوطيدة وصروحها المكينة مذ أسسها رواد أماجد عملوا في التجارة قبل أزمان زمينة، فعزز نشاطهم التجاري الذي شهده التاريخ وشهد له دور الكويت كميناء يعج بالحركة والنشاط وينبض بالحياة والعمل والأمل.
***
أكتب عن «شركة الشايع» التي تعود جذورها التجارية إلى منتصف القرن التاسع عشر من القرن الماضي. وأشير إلى مكتبها في الهند والذي تأسس في العقد الأخير من ذلك القرن عام 1890 تقريبا.
وقت كانت الهند درة التاج البريطاني وعاصمة الأعمال والأموال والتجارة والاستثمار. كما أشير الى أن هذه الشركة العملاقة العاملة في قطاع التجزئة تعتبر، اليوم، واحدة من أكثر الشركات نموا.
وتتجاوز مساحة نشاطها الكويت إلى دول الخليج ومصر ولبنان والأردن والعراق والمغرب وروسيا وتركيا وكازخستان وپولندا. ويعمل في الشركة اكثر من 120 جنسية. فأينما يمم المرء وجهته يجد متجرا أو مقهى تملكه وتديره شركة الشايع.
***
لم تجيش الشركة الجنود والعساكر ولم تستعن بالجواسيس والدواسيس لفتح المدائن المختلفة التي كانت تفتح بواباتها طواعية لهذه الشركة الكويتية وتستقبلها بالزغاريد والفرح والأمنيات.
بل إن بعض الحكومات تتمنى أن تمطر غيمات شركة الشايع عليهم أسواقا ومتاجر وسلعا يحتاجها الناس مثل الثياب وسائر الأكسية والاكسسوارات ومواد التجميل والأدوية والأطعمة والمقاهي التي يستريح فيها الناس من وطأة الحياة. فحيث يوجد «الشايع» يشع المكان ويشعشع الزمان.
ولست أميط اللثام عن سر حين أشير إلى أن شركة الشايع التي تمتلك قرابة 100 علامة تجارية عالمية تدير ما يقارب 4000 متجر على سطح كوكب الأرض.
www.salahsayer.com
@salah_sayer