ننزعج من صورتنا النمطية في عيون الآخرين. فننكر الواقع ونصارخ في كل الأسماع بأن صورة الشخصية العربية النمطية التي يرسمها الآخرون لنا تعبر عن مؤامرة «صهيونية» ضدنا لتشويه حقيقتنا. ونكتفي من الغنيمة بالصراخ والإياب والتثاؤب ثم الرقاد، ولا نسعى إلى تغيير الواقع الذي نعيشه. فنحن من وجهة نظر يابانية «متدينون جدا وفاسدون جدا» فما الذي فعلناه من اجل تغيير هذه الصورة السيئة اكثر من مشاعر الحزن واتهام الآخر بالكذب أو المبالغة واستمرار البقاء في خانة اكثر الدول الفاسدة في قوائم مدركات الفساد الدولية؟
> > >
يظهر العرب في الأفلام السينمائية التي ينتجها الغرب (هوليوود) كجماعات فوضوية يتحدث افرادها في وقت واحد، ولا احد يصغي لما يقوله الآخر، ولديهم ميل إلى القتل والجنس والفوضى. ولو اننا راجعنا ارشيف الصحافة العربية لوجدنا آلاف الأطنان من المقالات الناقدة الرافضة لهذه الأفلام وتصفها بالمؤامرة(!) ويغفل الكتاب الذين سطروا تلك المقالات والقراء الذين صدقوها ان الكوارث التي تحدث في اليمن والعراق وسورية وليبيا أكثر بؤسا وبشاعة من المعروض على شاشات الغرب أو في الكتب اليابانية.
> > >
اعتمد النظام العربي القديم والممتد منذ 1936 (انقلاب بكر صدقي) حتى 2003 (سقوط صدام حسين) على منظومة اكاذيب وشعارات طوباوية تضلل العقول وتزيف الواقع ولا تسعى إلى تصحيحه. فلا المدارس تقدم تعليما جيدا، ولا الإعلام يعمل على نحو سليم، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة. فالفرد العربي يولد ويعيش ويموت وهو «شاهد ماشفش حاجة» حتى حل الربيع «العربي» وبدأنا موسم العري واهتراء المرحلة، وأضحت فلسطين المغتصبة فلسطينات كثر يمارس فيها الاغتصاب الحقيقي لا المجازي.
www.salahsayer.com
salah_sayer@