في عام 1969 هبطت المركبة أبولو على سطح القمر وترجل منها رائد الفضاء نيل ارمسترونغ ليكون أول شخص يمشي على سطح القمر، وقبله بأربعة ملايين سنة كانت القردة الجنوبية التي يطلق عليها علم الانثروبولوجيا اسم (اوسترالوبيتيك) أول من وقف ومشى على سطح الأرض بقدمين.
وقد حدث ذلك في افريقيا حسب اعتقاد العلماء، وكان مخ هذا الكائن بحجم ثلث مخ الإنسان المعاصر، وبعد أزمنة طويلة صغر حجم أسنانه فما عاد قادرا على التقاط وأكل جميع أنواع الثمار فاضطر إلى التجول والهجرة.
****
هذا التجوال وخروجه من الكهوف جعله يتصل بكائنات اخرى شبيهة به ويتزاوج معها. الأمر الذي أوجد قبل 100 ألف عام مخلوقات جديدة جاء بعدها كائن يطلق عليه إنسان (النياندرتال) الذي كان صيادا ماهرا وصنع أدوات وأسلحة من الحجارة والعظام، كما اكتشف النار.
غير انه انقرض بسبب حجم عيونه الوسيعة التي تتطلب من المخ متابعة العمليات الخاصة بالبصر، فلا وقت للمخ للتفكير اللازم لتجاوز المشكلات الأخرى التي تواجهه فانقرض المخلوق قبل 30 أو 50 ألف سنة. وقيل ان الذي قتله الإنسان العاقل.. الإنسان المعاصر!
****
هذه الفرضيات العلمية بالطبع تتعارض والرؤية الدينية لقصة الخلق. ويعتقد العلماء الألمان ان جينات ذلك الكائن المتخلف الهمجي (النياندرتال) لم تزل موجودة في الإنسان العاقل بسبب التزاوج بين النوعين قبل آلاف السنوات.
فبعد فحوصات بيولوجية أجريت لعدد من الناس تأكد العلماء ان هذا العرق لم ينقرض تماما بل هو موجود بيننا في آسيا وأوروبا. فبعض الأشخاص يحملون الجينات الخاصة بإنسان النياندرتال. ولعل هذا ما يفسر السلوك الهمجي لإنسان العصر رغم التطور الحضاري.
www.salahsayer.com
salah_sayer@